ملفّاتنا

البحر الأبيض المتوسط كبير، وكثيرة فيه مشاهد الحياة التي نرى فيها نساءً تنشطن في الشارع. لكن على الرغم من حقوق المرأة وحريتها، وهو ما اكتسبته خلال هذه العقود الماضية بفضل النضال النسوي، فإن الفضاء العام يبقى في كثير من المدن ومن القرى الواقعة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط أرضاً تهيمن عليها صيغة "الجمع المذكر".

كان تأثير الحرب الإسرائيلية مضاعفاً على النساء في غزة، إذ تمَّ تهجير أكثر من 90% من الإناث من منازلهن قسراً إلى مراكز إيواء تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة، بحسب الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية. انتقلت النساء إلى العيش والعمل ومحاولة النجاة في الشارع، مع كلّ ما يحمله الشارع من تحديات وصعوباتٍ.

حول ضفتي البحر المتوسط هناك شيء ثابت يبرز بشكل واضح للعيان: جسد المرأة يمثل تحدياً اجتماعياً وسياسياً وجمالياً وأخلاقياً واقتصادياً. ما بين السيطرة الاجتماعية والخضوع والتحرر، كيف تعيش المرأة طغيان أهمية المظهر؟ ملفنا هذا يرمي إلى تفكيك موضوع كان مصدر وحي كبير لهيئة التحرير لدينا.

من تقاليد الأجداد إلى الممارسات المعاصرة والمتعلّقة بمعايير الجمال، يُعدُّ الطريق نحو تقبُّل الذات صعباً بالنسبة إلى النساء بشكل عام، ونساء شمال إفريقيا بشكلٍ خاص. هذه قصةُ رحلةٍ بين ذكريات الطفولة الرقيقة والتمرد الداخلي ضدَّ الأعراف الراسخة.

مازال هناك فجوة كبيرة في طريقة التعامل بين كرة القدم للرجال والكرة النسائية في مصر من جهة المؤسسات الحكومية، إذ يحصل اللاعبون الرجال على دعم وتمويل أكبر كما يحظون بقبول شعبي واسع مقارنة بالنساء.

خلال ثلاثة أيام، من 26 يوليو إلى 11 أغسطس، ستُفتتح دورة الألعاب الأولمبية في باريس. لأول مرة في التاريخ، سيكون عدد المنافِسات المشاركات موازيًا لعدد المنافسين. وعلى الرغم من العقبات المختلفة، هنا وفي أماكن أخرى في منطقة البحر الأبيض المتوسط، صارت الرياضة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بمثابة محرك للتحرر بالنسبة إلى النساء. من هنا، أعددنا هذا الملف عن المرأة والرياضة للدلالة على ذلك.

بعد تهميش النساء وإبعادهن عن الألعاب الرياضة لعدة قرون، لا يزال دخولهن عالم الرياضة رغم تأثيره الكبير يترافق مع تمييز واضح على أساس الجنس، بدءًا من عرض جسد الرياضيات بصورة جنسية ووصولاً إلى إنكار خصوصيته خلال الدورة الشهرية.

يتزايد التمييز العنصريُّ في إيطاليا ضدَّ اللاعباتٍ من أصول أفريقية، واللواتي يمثّلن البلاد في المسابقات الوطنية والدولية. وعشية الألعاب الأولمبية في باريس، يشكّل هذا تهديداً خطيراً لحقّ المرأة في ممارسة الرياضة والذي اكتسبته بشقّ الأنفس على مدار مئة عام.

في شهر رمضان، من لبنان إلى تونس، ومن سوريا إلى فلسطين، مروراً بالجزائر ومصر والمغرب، يتشارك مشاهدو التلفزيون في البلاد العربية المسلمة طقوساً شبه مقدسة، إذ تبثُّ القنوات التلفزيونية مسلسلاتٍ اُنْتِجت بشكل أساسي لكي تُعرَض خلال شهر الصيام.

هناك دراسة أجرتها في عام 2015 الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري التونسي HAICA بالتعاون مع المجلس الأعلى للإعلام السمعي البصري البلجيكي، وأحصت فيها إطلاق 225شتيمة أتت خلال يقارب 69 ساعة من الأعمال الدرامية الرمضانية.