إنتاجات

بوستر فيلم "صوت هند رجب"في قاعة مكتظة بالمشاهدين/ات وبعد انتهاء عرض فيلم "صوت هند رجب" خلال فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي، ساد صمت ثقيل لثوانٍ بعد إسدال الستار، قبل أن ينفجر المكان بتصفيق حار وطويل. كان التصفيق هذه المرة أبعد من تكريم فيلم سينمائي، بل أشبه بتحية لطفلة غزّية ناشدت العالم وهي تواجه الموت وحيدة، قبل أن يخبو صوتها إلى الأبد.لا يستعيد فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية مجرد مشهد من الحرب، بل يوثّق اللحظات الأخيرة للطفلة الفلسطينية هند رجب، ابنة الأعوام الخمسة، التي حوصرت داخل سيارة عائلتها تحت القصف الإسرائيلي لساعات طويلة. ظلّت على تواصل مع طواقم الإسعاف والدفاع المدني، تصف ما يحيط بها وتستغيث لإنقاذها، قبل...

من ورشة والدها الشعبيّة في صفاقس إلى شوارع العاصمة، تمسكت مريم بريبري برؤيتها الخاصة للموضة والهوية، بعيداً عن التنميط وماركات السوق العالمية. مشروع "بريبري" ليس مجرّد صناعة أزياء، بل محاولة جادّة لاستعادة الحكايات المنسية والعودة إلى الجذور بعيداً عن منطق الربح والخسارة.

استطاعت الفنانة والممثلة السورية إيمان بلان أن تحوّل المسرح التفاعلي إلى مساحة حرة لطرح قضايا محورية تمسّ مجتمعها وواقع بلدها، مثل قتل النساء، وقضايا اللاجئين واللاجئات.

في موسم رمضان 2025 ، مارس/آذار الماضي، برز مسلسلا "إخواتي" و"لام شمسية" كمحاولتين جادتين لتفكيك الصورة النمطية للمرأة في الدراما، من خلال شخصيات نسائية نابضة بالحياة، ترفض الصمت والخضوع، وتتمسك بحقها في التعبير والاختلاف واتخاذ القرار، بلا خوف من الإدانة أو حاجة إلى التبرير.

في هذا الحوار تكشف الكاتبة رجاء صبطة العمري عن رحلة تأليف سلسلتها "أمي، بابا، احكيولي على…" للأطفال، منهجية العمل مع الأطفال والخبراء، وتناولها لقضايا حساسة كالرضا والعنف الأسري، بالإضافة إلى النسخ المتعددة للكتاب والأنشطة التفاعلية التي تهدف لتعزيز احترام الذات وغرس قيم التنوع والحفاظ على البيئة

ينطلق المسلسل القصير" السردين" من ظاهرة غريبة في خليج وهران تتمثل في اختفاء سمك السردين بشكل مفاجئ، غير أنه لا يكتفي بطرح تساؤلات حول هذه الظاهرة البيئية المحيرة، بل يتعداها ليكشف، بشاعرية ورقّة، عن الاستنزاف الصامت لامرأة تتوق الى الحرية و تبحث عن فضاء للتعبير وعن أفق جديد.

شهدت الأغنية النسوية في مصر رحلة تحرر طويلة، بدأت بدعوات مبكرة للحقوق السياسية مع سيد درويش، ثم فتحت لنفسها مساحة فنية جريئة، تكسر الصمت وتواجه القهر الاجتماعي والديني. من "بنت المصاروة" إلى "هشرب حشيش"، صارت الأغنية النسوية لسان النساء، تعبّر عن أحلامهن ورفضهن للقيود الموروثة.

في بولونيا، تعمل وكالة الاتصالات "كومونيكاتيفي" على كسر القواعد التقليدية للتمثيل البصري. من خلال مشروعها "فوتونيكا"، أنشأت بنكًا للصور يهدف إلى إبراز تنوع الأجساد والهويات. الهدف؟ تحرير وسائل الإعلام والمؤسسات وحملات الاتصال من الصور النمطية الجنسية والعنصرية والتمييز ضد ذوي الإعاقة ورهاب المثلية والنساء والمتحولين جنسيًا، من أجل بناء روايات شاملة وأصيلة.

لم يرشح أي فيلم عن فلسطين في مهرجان "كان" لهذا العام، رغم المآسي التي تحدث في غزة منذ حوالى الثمانية أشهر، ويعود السبب إلى منع المنظمين أي شعارات سياسية، وبخاصة تلك الداعمة لفلسطين في الدورة السابعة والسبعين للمهرجان. للأسف، وفيما يخصُّ غزة، لم يعرض سوى الثوب الذي ارتدته الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت على السجادة الحمراء في العشرين من آيار مايو، وهو فستان ضيق يحمل ألوان العلم الفلسطيني، بالإضافة إلى فيلم "من المسافة صفر"، للتونسية درة بوشوشة وروى قصصاً يومية عن الصمود في غزة، وعُرض في التاسع عشر من آيار مايو خارج مسابقة المهرجان. من حسن الحظى أن فيلم "باي باي طبريا" جاء قبل افتتاح المهرجان، ليقدم للمتفرجين/ ات رؤية أخرى...

آمنة مرابط أستاذة محاضرة في قسم السينما في جامعة باريس الثامنة، تُدرّس جماليات السينما وإخراج الفيلم الوثائقي بالإضافة إلى تحليل الأفلام. تهتم مرابط في أعمالها البحثية بهوية السينمائيات والسينمائيين من المهاجرين والمهاجرات المغاربة، كما تركّز على أفلام المخرجات والمخرجين التونسيات. تعمل مرابط في الآونة الأخيرة على إعداد ندوة حول "النوع الاجتماعي والتحرر في السينما العربية"، بالشراكة مع أُنس كمون التي تُدرّس مادة السينما في تونس وتقوم بأبحاث حول هذا الموضوع. ستقام الندوة في الثالث عشر والرابع عشر من حزيران / يونيو.