هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية) English (الإنجليزية)
هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية) English (الإنجليزية)
لا تزال دورة الحيض لدى النساء من ضمن المحرّمات، أو غالباً ما يتم تجاهلها في مناطق كثيرة من العالم بما في ذلك حوض البحر الأبيض المتوسط؛ كما أنها بالكاد تلامس وعي النصف الثاني من البشرية. نعم، أن تكون للمرأة دورة حيض في كل شهر ليس بالأمر السهل.
الآلام، مشكلات بطانة الرحم، وغيرها، وصمة عار... ومواجهة هذه الأيام القليلة التي تقع فيها دورة الحيض الشهرية، تشكّل بالنسبة إلى النساء ذوات الدخل المتواضع كلفة لا يستهان بها، وفي بعض الأحيان لا يمكن تحملها.
تظهر هذه النفقات في كل شهر من أشهر حياة النساء دون هوادة، وتستمر خلال أربعة عقود تقريباً. لهذا السبب، ذهبت صحافيات "ميدفيمينيسوية" إلى مراكز التسوق الكبيرة في كرواتيا وفرنسا (فرنسا 2) والجبل الأسود وإيطاليا والمغرب وتونس، وحلّلن أسعار وسائل النظافة الشخصية، مقارنة بالواقع الاقتصادي للنساء الأكثر عوزاً في بلادهن.
استعرضت الصحافيات، بالإضافة إلى أسعار مستلزمات الدورة الشهرية، الإجراءات التي تتخذها حكوماتهن من أجل تخفيف التكاليف، واشتكين في معظم الأحيان من غياب الدعم الحقيقي، سواء أكان ذلك على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي.
مع ذلك، سُجّلت بعض القفزات: ففي إسبانيا، تم في السادس عشر من شباط/فبراير 2023 اعتماد قانون يقرّ إجازة للنساء في أيام الدورة الشهرية، كما أن الحكومة الفرنسية أعلنت لتوّها عن دفع تعويض لمن هنّ تحت سن الخامسة والعشرين لتمكينهنّ من شراء السراويل الداخلية ومستلزمات الدورة الشهرية اعتباراً من عام 2024 .
مع ذلك، وبالمجمل، تؤدي جميع هذه الاستطلاعات المصغّرة إلى الملاحظة نفسها: من ضفة إلى أخرى في البحر الأبيض المتوسط، هناك أعداد متزايدة من النساء اللواتي يجدن صعوبة في سداد أسعار المنتجات الضرورية المتعلقة بالدورة الشهرية، بدءاً من الفوط الصحية وصولاً إلى تصنيع السدادات القطنية مروراً بمسكنات الألم.
ناتالي غالين هي مؤسّسة المجلات الإلكترونية babelmed.net وartresistances.net. تعاونت مع منصّات إعلامية عدّة، مثل راي (Rai)، والمجلة النسوية Noi Donne ومجلة "بريد الأطلس" (Le Courrier de l’Atlas). تلقّت ناتالي جائزة البحر الأبيض المتوسط في تشرين الأول/أكتوبر ٢٠١٤ لتقاريرها عن جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، وبالأخص مقال "لامبيدوسا، تراجيدية جزيرة". ألّفت منشورات عديدة، بما فيها كتاب بعنوان "سوريا، شظايا أسطورة" (دار نشر Actes Sud، ٢٠٠٢). وبالإضافة إلى كونها صحافية، تُدَرس ناتالي اللغة الفرنسية في جامعة إيطالية.
© 2023 ميدفيمينسوية - الشبكة المتوسطية للصحافة النسوية