• it VO
  • fr Français
  • en English
  • ar العربية
من نحن
  • تحقيقات
    • جميع المواد
    • تقاريرنا
    • حول العالم
    • ملفّاتنا
    في المغرب: 600 حالة إجهاض يوميًا.. أرقام مقلقة وقصص مأساوية

    في المغرب: 600 حالة إجهاض يوميًا.. أرقام مقلقة وقصص مأساوية

    نيبال الهسي: أمّ بلا يدين تحارب لتستعيد ابنتها وحياتها في غزة

    نيبال الهسي: أمّ بلا يدين تحارب لتستعيد ابنتها وحياتها في غزة

    العناق الأول: نساء غزة يستقبلن أبناءهن وأزواجهن المحرَّرين

    العناق الأول: نساء غزة يستقبلن أبناءهن وأزواجهن المحرَّرين

    النساء ضد المافيا: متمردات وشاهدات وضحايا 3/3

    النساء ضد المافيا: متمردات وشاهدات وضحايا 3/3

    رغبة محاصرة: الجنسانية الأنثوية في الجزائر بين الصمت والمواجهة

    رغبة محاصرة: الجنسانية الأنثوية في الجزائر بين الصمت والمواجهة

    المواضيع

    • فنانات
    • النسوية الإيكولوجية
    • نساء تعشن في الشارع وتعتَشن منه
    • المرأة والجسد
    • المرأة والرياضة
    • النساء و السينما
    • مسلسل رمضان
    • النساء والحرب
    • نساء على الهوامش
    • حرية الصحافة من وجهة نظر صحافيات
    • فقر الدورة الشهرية
    • النساء و السجن
    • نساء ريفيات
    • البيوت الآمنة
    • العبور
    • إجهاض وحقوق جسدية
  • تحركات
    "سمّوها_صح": حملة لتعديل قانون الجرائم الجنسية في لبنان

    "سمّوها_صح": حملة لتعديل قانون الجرائم الجنسية في لبنان

    في كرواتيا، يربط” صوت الصمت “بين المعرفة الجماعية والرعاية والإبداع

    في كرواتيا، يربط” صوت الصمت “بين المعرفة الجماعية والرعاية والإبداع

    غزة: دكتورة جامعية تنزح إلى المقبرة

    غزة: دكتورة جامعية تنزح إلى المقبرة

    الإجهاض في تونس: نصف قرن من المكاسب المهدّدة

    الإجهاض في تونس: نصف قرن من المكاسب المهدّدة

  • شخصيّات
    صوفي بسيس: الجسد هو أطول معارك النساء في الجنوب العالمي

    صوفي بسيس: الجسد هو أطول معارك النساء في الجنوب العالمي

    طالبة من غزة: "درستُ تحت القصف... ونزحت بحلمي"

    طالبة من غزة: "درستُ تحت القصف... ونزحت بحلمي"

    فاطمة أبو صليح: بطلة الظلّ في غزة

    فاطمة أبو صليح: بطلة الظلّ في غزة

    "أمي، بابا، احكيولي على الخصوصية": كتاب تونسي للأطفال للتوعية ضد العنف الجنسي

    "أمي، بابا، احكيولي على الخصوصية": كتاب تونسي للأطفال للتوعية ضد العنف الجنسي

  • إنتاجات
    • جميع المواد
    • بصريّات
    • كتب وأفلام
    من غزة إلى فينيسيا: صوت الطفلة هند رجب يخلّد للأبد

    من غزة إلى فينيسيا: صوت الطفلة هند رجب يخلّد للأبد

    مريم بريبري: اللباس التقليدي التونسي في مواجهة الرأسمالية

    مريم بريبري: اللباس التقليدي التونسي في مواجهة الرأسمالية

    مسرح من أجل العدالة: إيمان بلّان تدافع عن النساء من على الخشبة

    مسرح من أجل العدالة: إيمان بلّان تدافع عن النساء من على الخشبة

    "إخواتي" و"لام شمسية": نساء خارج قوالب الدراما العربية

    "إخواتي" و"لام شمسية": نساء خارج قوالب الدراما العربية

  • آراء
    من يسأل عن أحوال النساء في الشرق الأوسط؟

    من يسأل عن أحوال النساء في الشرق الأوسط؟

    نساء غزة يعشن أسوء كوابيسهن..."أريد أن أعود لحياتي ما قبل الحرب، لخصوصيتي وبيتي"

    نساء غزة يعشن أسوء كوابيسهن..."أريد أن أعود لحياتي ما قبل الحرب، لخصوصيتي وبيتي"

    رسائل تحت القصف… أن تفقد أمٌّ أبناءها الستة دفعة واحدة؟ (10)

    رسائل تحت القصف… أن تفقد أمٌّ أبناءها الستة دفعة واحدة؟ (10)

    رسائل تحت القصف - "لا كعكة لأطفالي في عيد ميلادهم" (9)

    رسائل تحت القصف - "لا كعكة لأطفالي في عيد ميلادهم" (9)

  • ميديا
    ديالا الهنداوي « أريد أن أرى منزلي في دمشق! »

    ديالا الهنداوي « أريد أن أرى منزلي في دمشق! »

    فقر الدورة الشهرية في مونتينيغرو

    فقر الدورة الشهرية في مونتينيغرو

    فقر الدورة الشهرية في فرنسا (1)

    فقر الدورة الشهرية في فرنسا (1)

    فقر الدورة الشهرية في إيطاليا

    فقر الدورة الشهرية في إيطاليا

  • سياقات الدول
No Result
View All Result
بلوغ
Medfeminiswiya
  • تحقيقات
    • جميع المواد
    • تقاريرنا
    • حول العالم
    • ملفّاتنا
    في المغرب: 600 حالة إجهاض يوميًا.. أرقام مقلقة وقصص مأساوية

    في المغرب: 600 حالة إجهاض يوميًا.. أرقام مقلقة وقصص مأساوية

    نيبال الهسي: أمّ بلا يدين تحارب لتستعيد ابنتها وحياتها في غزة

    نيبال الهسي: أمّ بلا يدين تحارب لتستعيد ابنتها وحياتها في غزة

    العناق الأول: نساء غزة يستقبلن أبناءهن وأزواجهن المحرَّرين

    العناق الأول: نساء غزة يستقبلن أبناءهن وأزواجهن المحرَّرين

    النساء ضد المافيا: متمردات وشاهدات وضحايا 3/3

    النساء ضد المافيا: متمردات وشاهدات وضحايا 3/3

    رغبة محاصرة: الجنسانية الأنثوية في الجزائر بين الصمت والمواجهة

    رغبة محاصرة: الجنسانية الأنثوية في الجزائر بين الصمت والمواجهة

    المواضيع

    • فنانات
    • النسوية الإيكولوجية
    • نساء تعشن في الشارع وتعتَشن منه
    • المرأة والجسد
    • المرأة والرياضة
    • النساء و السينما
    • مسلسل رمضان
    • النساء والحرب
    • نساء على الهوامش
    • حرية الصحافة من وجهة نظر صحافيات
    • فقر الدورة الشهرية
    • النساء و السجن
    • نساء ريفيات
    • البيوت الآمنة
    • العبور
    • إجهاض وحقوق جسدية
  • تحركات
    "سمّوها_صح": حملة لتعديل قانون الجرائم الجنسية في لبنان

    "سمّوها_صح": حملة لتعديل قانون الجرائم الجنسية في لبنان

    في كرواتيا، يربط” صوت الصمت “بين المعرفة الجماعية والرعاية والإبداع

    في كرواتيا، يربط” صوت الصمت “بين المعرفة الجماعية والرعاية والإبداع

    غزة: دكتورة جامعية تنزح إلى المقبرة

    غزة: دكتورة جامعية تنزح إلى المقبرة

    الإجهاض في تونس: نصف قرن من المكاسب المهدّدة

    الإجهاض في تونس: نصف قرن من المكاسب المهدّدة

  • شخصيّات
    صوفي بسيس: الجسد هو أطول معارك النساء في الجنوب العالمي

    صوفي بسيس: الجسد هو أطول معارك النساء في الجنوب العالمي

    طالبة من غزة: "درستُ تحت القصف... ونزحت بحلمي"

    طالبة من غزة: "درستُ تحت القصف... ونزحت بحلمي"

    فاطمة أبو صليح: بطلة الظلّ في غزة

    فاطمة أبو صليح: بطلة الظلّ في غزة

    "أمي، بابا، احكيولي على الخصوصية": كتاب تونسي للأطفال للتوعية ضد العنف الجنسي

    "أمي، بابا، احكيولي على الخصوصية": كتاب تونسي للأطفال للتوعية ضد العنف الجنسي

  • إنتاجات
    • جميع المواد
    • بصريّات
    • كتب وأفلام
    من غزة إلى فينيسيا: صوت الطفلة هند رجب يخلّد للأبد

    من غزة إلى فينيسيا: صوت الطفلة هند رجب يخلّد للأبد

    مريم بريبري: اللباس التقليدي التونسي في مواجهة الرأسمالية

    مريم بريبري: اللباس التقليدي التونسي في مواجهة الرأسمالية

    مسرح من أجل العدالة: إيمان بلّان تدافع عن النساء من على الخشبة

    مسرح من أجل العدالة: إيمان بلّان تدافع عن النساء من على الخشبة

    "إخواتي" و"لام شمسية": نساء خارج قوالب الدراما العربية

    "إخواتي" و"لام شمسية": نساء خارج قوالب الدراما العربية

  • آراء
    من يسأل عن أحوال النساء في الشرق الأوسط؟

    من يسأل عن أحوال النساء في الشرق الأوسط؟

    نساء غزة يعشن أسوء كوابيسهن..."أريد أن أعود لحياتي ما قبل الحرب، لخصوصيتي وبيتي"

    نساء غزة يعشن أسوء كوابيسهن..."أريد أن أعود لحياتي ما قبل الحرب، لخصوصيتي وبيتي"

    رسائل تحت القصف… أن تفقد أمٌّ أبناءها الستة دفعة واحدة؟ (10)

    رسائل تحت القصف… أن تفقد أمٌّ أبناءها الستة دفعة واحدة؟ (10)

    رسائل تحت القصف - "لا كعكة لأطفالي في عيد ميلادهم" (9)

    رسائل تحت القصف - "لا كعكة لأطفالي في عيد ميلادهم" (9)

  • ميديا
    ديالا الهنداوي « أريد أن أرى منزلي في دمشق! »

    ديالا الهنداوي « أريد أن أرى منزلي في دمشق! »

    فقر الدورة الشهرية في مونتينيغرو

    فقر الدورة الشهرية في مونتينيغرو

    فقر الدورة الشهرية في فرنسا (1)

    فقر الدورة الشهرية في فرنسا (1)

    فقر الدورة الشهرية في إيطاليا

    فقر الدورة الشهرية في إيطاليا

  • سياقات الدول
من نحن
Medfeminiswiya
من نحن

أسطول الصمود: نساء في قلب القضيّة

في 15 أيلول/سبتمبر 2025، انطلقت قوافل "أسطول الصمود العالمي" من تونس لدعم غزة وكسر الحصار البحري المستمر منذ سنتين. يسلط هذا الريبورتاج الضوء على جهود النساء الناشطات في التنظيم وجمع التبرعات، وفريق الحماية الطبي والقانوني، وتجارب المشاركات الشخصية وتضحياتهن.

هاجر غماقي هاجر غماقي
17 سبتمبر 2025
في تقاريرنا, تحقيقات
53 1
0
Share on FacebookShare on Twitter

هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية) English (الإنجليزية)

5 أيلول/سبتمبر 2025. من زاويةٍ خافتة الإضاءة في مدرج بناية قديمة بشارع المحطّة في العاصمة تونس، دوّى صوت بكاء "رقيّة". التفّت حولها ناشطات حملة دعم "أسطول الصمود"، وقد ظنّ الجميع للوهلة الأولى أنّ آلام المخاض باغتتها، أو أنّ الحمل أثقلها. لكن ما تردّد من كلماتٍ متقطّعة بين محاولات التهدئة والمواساة كشف حقيقة الأمر: رقيّة وصلت متأخّرة، بعد أن أُغلق مكتب جمع التبرّعات أبوابه. لم يكن بكاؤها من وجع الجسد، بل من خيبة العجز عن مدّ يدٍ صغيرة لمساندة أهالي غزّة المحاصرين بآلة القتل والتنكيل.
من الدرج الضيّق، اتّسعت الرؤية نحو شارع مكتظّ بالناس، ثم نحو مدينة كاملة تهتزّ على وقع اسمٍ واحد: "أسطول الصمود".

شارع المحطّة: محطّة الآمال  

في شارع المحطّة، شقّة ضيّقة تحوّلت إلى خلية نحل، ضمّت عشرات نشطاء وناشطات حملة دعم أسطول الصمود والمتبرعين/ ات الذين/ ات امتدت طوابيرهم/ن خارج المقر. شباب وشيوخ، نساء ورجال، وحتى أطفال حملوا حصّالاتهم ليقدّموا ما جمعوه لغزّة. على مدخل العمارة عُلّقت صورة فرانشيسكا ألبانيزي، المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة، بينما غطّت أعلام فلسطين الجدران والواجهات وأعناق المتبرعين/ات. جاء الناس من العاصمة ومن مختلف الولايات، ليجتمعوا على هدف واحد: نصرة غزّة.

رحاب عبد الكبير، 26 عاماً، مهندسة وطالبة دكتوراه من بنقردان بالجنوب التونسي، تقول إنها انتقلت منذ أشهر إلى العاصمة لتتفرغ كلياً لدعم "أسطول الصمود" والمساعدة اللوجستية. وتضيف: "هذه الحرب ليست كسائر الحروب. منذ السابع من أكتوبر ألغيت التزاماتي العائلية والدراسية، وكرّست وقتي للمساهمة في هذه الجهود، حتى بالمشاركة في الوقفات الاحتجاجية. جئت خصيصاً من قفصة إلى تونس لأكون جزءاً من المناشط الكبرى، لأن القضية أكبر من كل ما يمكن أن يشغلنا في حياتنا اليومية."

"أنا أتحرّك من أجل الحق الفلسطيني، وكان لا بدّ من الخروج من دائرة التعاطف إلى دائرة الفعل، ودعم وإسناد الأسطول هو نوع من الفعل"

تعدّل رحاب كوفيّتها الفلسطينية الملتفة حول عنقها، وتقول بصوت أنهكه التعب: "مع قافلة الصمود المغاربية التي سبقت الأسطول، ساعدت في مدينتي بنقردان في تجهيزات الاستقبال في شهر جوان الماضى، واليوم أواصل دعمي للأسطول."
وترى رحاب أن مساندة القضية الفلسطينية واجب لا يُنتظر فيه شكر أو مقابل، مؤكدة أن على الجميع المساهمة ولو بالجهد البدني. وتضيف: " حياتي ليست أغلى من حياة الفلسطينيين/ات. بيننا وبين المحتل دم، وتونس ليست مجرد مساندة، بل هي من أصحاب القضية، فارتباطنا بها ارتباط دم وانتماء."

في شارع المحطّة، ارتفعت الأعلام الفلسطينية لتغطي المشهد بألوانها الأربعة: الأخضر والأحمر والأبيض والأسود، متمازجة مع أعلام تونس التي رفرفت إلى جانبها. اختلطت الهتافات بين التكبير وشعارات نصرة القضية، فيما تحولت أهازيج جماهير كرة القدم إلى أناشيد جماعية تردّدها الحناجر كجوقة متناغمة في أوركسترا حيّة، جمعت الحماس الشعبي بروح المقاومة.

في غرفة التبرعات المزدحمة، كانت آمنة الصويّح، 26 عاماً، مهندسة معمارية حديثة التخرّج، تستقبل الوافدين بابتسامة، وتدوّن بياناتهم في إيصالات تسلّم الأموال والمساعدات رغم إرهاقها.

شارع المحطّة: محطّة الآمال
في شارع المحطّة، شقّة ضيّقة تحوّلت إلى خلية نحل، ضمّت عشرات نشطاء وناشطات حملة دعم أسطول الصمود. صورة معز البي

"أنا أتحرّك من أجل الحق الفلسطيني، وكان لا بدّ من الخروج من دائرة التعاطف إلى دائرة الفعل، ودعم وإسناد الأسطول هو نوع من الفعل"، ثم تقول آمنة: "لم أتمكن من مرافقة الأسطول لأسباب شخصية، لكن حين لا يستطيع المرء أن يكون في الفعل، فعليه أن يدعم من يقوم به حتى ينجح". وقد خصصت أكثر من خمسة أشهر تفرغت فيها تماماً لإسناد الأسطول، مضيفةً: "غيبتني الدراسة والعمل عن قافلة الصمود، لكنني واصلت المساندة هنا. ردود الفعل حول مشاركتي تباينت بين مشجّع/ة وناصح/ة بالتخلّي، غير أن عائلتي كانت الداعم الأكبر لي".

في الرواق المزدحم بالمتبرعين/ات الذين وصلوا بعد انتهاء أعمالهم، التقينا بآية بن تنفوس، 29 سنة، مهندسة، الناشطة في جمع التبرعات ودعم الأسطول. خلال حوارها، كانت تقاطعه بين الحين والآخر لإرشاد أحد المتطوعين، لتروي لنا قصتها وتجاربها في هذا العمل التطوعي المكثف.

آية استقالت من عملها، وحجزت تذكرة سفر لتنضمَّ إلى قافلة الصمود المغاربية المتجهة إلى زليتن في ليبيا في حزيران/ يونيو الماضي. تقول: "القافلة غيّرت حياتي بالكامل. أولوياتي تغيّرت، مبادئي، نشاطي، وطريقة تفكيري… كانت تجربة ثرية للغاية. ورغم مشاركتي، أشعر أنّي لم أقدّم ما يكفي، وما زال أمامنا الكثير من العمل".

وتضيف: "حتى قبل 7 أكتوبر، كان نشاطي منصباً على تطوير ثقافتي الشخصية، ثم انخرطت في قافلة الصمود وبدأت النشاط معها. وعندما انطلقت مبادرة الأسطول، رغبت في المشاركة المباشرة، لكن حد العمر (أقل من 35 سنة) وعدد الأماكن المحدود منعاني، فركزت على الجانب التنظيمي، وكان دوري الأساسي في جمع التبرعات".

شارع المحطّة: محطّة الآمال
في شارع المحطّة، شقّة ضيّقة تحوّلت إلى خلية نحل، ضمّت عشرات نشطاء وناشطات حملة دعم أسطول الصمود. صورة معز البي

نساء يعبّدن الطريق إلى الحرية

10 أيلول/ سبتمبر 2025 . من مقر الحملة إلى ميناء سيدي بوسعيد، قطعنا عشرين كيلومترا. مع تأجيل انطلاق أسطول الصمود العالمي من 7 إلى 10 أيلول/ سبتمبر 2025 ، تحوّلت شوارع الضاحية الشمالية لتونس العاصمة إلى مشهد احتفالي، تتدافع فيه الأعلام الفلسطينية والكوفيات بين يدي وأعناق المودّعين/ات القادمين/ات من كل حدب وصوب، ليبعثوا/ن رسالة حب ودعم إلى أهالي غزة، في أجواء تمزج بين الحماسة والتضامن الشعبي الكبير.

"هذه الحرب غير كل الحروب. منذ سبعة أكتوبر ألغيت التزاماتي وخصصت وقتي لدعم هذه المجهودات. تونس ليست مساندة فقط، بل من أصحاب القضية وارتباطنا بالقضية ارتباط دم…"
رحاب عبد الكبير

أوقفنا السيارة في مكان بعيد جداً، فالطريق كان مزدحماً ولم يكن بالإمكان التقدّم إلا سيراً على الأقدام. قطعنا مسافة بدا طولها كبيراً فقط عند عودتنا. جحافل المودّعين/ت تسارعت للوصول إلى أقرب نقطة من الميناء لمشاهدة الأسطول ونشاطيه وتحيتهم. بفعل الجاذبية أم الحماسة، كانت الحركة تتسارع مع اقترابنا، في مشهد ينبض بالحماسة والشغف لدعم غزة.

ميناء سيدي بوسعيد
على امتداد الكورنيش المجاور للميناء، تلاصق المودّعون/ت، وعائلات كاملة أتت من مناطق بعيدة. صورة معز البي

وداع على الكورنيش

على امتداد الكورنيش المجاور للميناء، تلاصق المودّعون/ت، وعائلات كاملة يبدو أنها أتت من مناطق بعيدة لحضور هذه اللحظة المهيبة. داخل الميناء، حيث شددت الحراسة ومنع الدخول إلا للنشطاء/ت والصحفيين/ت، انتشر المشاركون/ت في الأسطول في كل مكان، محاطين بأمتعتهم القليلة ومفعمين بالأمل الكبير بالانطلاق.

تقول ألفة لملوم، رئيسة مكتب المفكرة القانونية وناشطة تونسية، إحدى المشاركات في الأسطول: "هناك تشجيع وخوف، خصوصاً من العائلة الصغيرة، وأبنائي كانوا خائفين وراغبين أن لا أذهب. حين وقع اختياري، اهتزّت ابنتي وشعرت بالصدمة". تضحك ألفة مستندة بيدها إلى قارعة الرصيف، بعيداً عن ازدحام الميناء.

"لم أتردد لحظة واحدة في المشاركة في الأسطول. منذ 23 شهراً وأنا أشعر بالألم، وبإحساس عميق بالقهر والعجز. ما أفعله الآن، أفعله لنفسي، ولأجل فلسطين، ولأبنائي وأحفادي". تقول ألفة لملوم.

بعد الهجوم الاسرائيلى على قاربين من أسطول الصمود، كان الأول في ليلة 9 أيلول/ سبتمبر، ما أدى إلى حريق في أكبر سفن الأسطول، "ألما" الإسبانية، والثاني استهدف السفينة "فاميلي" في الليلة التالية. رغم نفي وزارة الداخلية التونسية في البداية، أقرّت لاحقاً بوجود استهداف من "جهة مجهولة". عند سؤالنا ألفة لملوم عن تأثير هذا الاستهداف المتكرر على عزيمتها، أزاحت خصلة شعر عن وجهها وقالت: "لا أفكّر بالخوف حالياً. ما حصل في الليلتين الأوليين كان متوقعاً… سبق أن فعلوها في مالطا، ظنّوا أن الناس ستفرّ، لكن هيهات".

وعن حضور المرأة في الأسطول، تقول ألفة مبتسمة: "حضور المرأة بارز حتى في أسماء المراكب، مثل مركب أُطلق عليه اسم 'شرين أبو عاقلة'".
في كواليس الأسطول، وجوه وأدوار لم تُسلَّط عليها الأضواء، لكنها كانت محورية، ويبرز حضور المرأة التونسية كعنصر فاعل. من بين هؤلاء، الدكتورة وردة محضاوي، الطبيبة التونسية المتخصّصة في طب الحروق والكوارث، التي لعبت دوراً حيوياً في دعم الأسطول ومواكبة النشطاء.

وردة هي إحدى أعضاء فريق الحماية المركزي في الحراك العالمي لأجل غزّة (GMTG) ومسؤولة فريق الحماية فرع تونس. انضمت لتحرّك مصر في المسيرة العالمية Global March to Gaza، وهو تحرّك مدني دولي يهدف إلى وقف الإبادة وكسر الحصار وفتح ممرات إنسانية عبر اعتصام على الجانب المصري من معبر رفح، انطلق في الخامس عشر من شهر حزيران/ يونيو الماضي. واجهت السلطات المصرية المشاركين بالقمع وترحيل النشطاء، بالتزامن مع قافلة الصمود لكسر الحصار برا وبحراً وجواً. وكانت مشاركة وردة حينها فردية، دون انتماء لأي جهة أو منظمة.

"لم أتردد لحظة واحدة في المشاركة في الأسطول. منذ 23 شهراً وأنا أشعر بالألم، وبإحساس عميق بالقهر والعجز. ما أفعله الآن، أفعله لنفسي، ولأجل فلسطين، ولأبنائي وأحفادي". تقول ألفة لملوم.

تقول وردة إن مشاركتها لم يُعلم بها حينها إلا زوجها، وحتى أمها اكتشفت الأمر بعد عودتها من مصر. بعد ذلك، انضمت إلى الحراك العالمي من أجل غزة في حزيران الماضي. وتوضح وردة: "دوري الأساسي هو الحرص على الحماية بكلّ مفاهيمها: طبياً وأمنياً، والاهتمام بالحس الأمني، وحماية المعطيات الشخصية للأفراد، وحماية الطواقم والمراكب. وعند خروج الأسطول، هناك ما يُسمّى فريق الحماية الأرضي، وأنا مسؤولة عنه في تونس، ومهمته متابعة المراكب على مدار الساعة وحماية المركب والتواصل مع العائلات في حال حدوث أي خطر".

وتوضح وردة أنّه إلى جانب الفريق الأرضي، هناك فريق طبي متنقل بقيادة الدكتور أمين بنّور، يرافق الأسطول. الفريق ينتمي إلى الحراك العالمي من أجل غزة، وهو شبكة دولية لامركزية تنسّق التحركات السلمية والقوافل البرّية والبحرية، بالإضافة إلى تقديم الدعم القانوني والإعلامي لكسر الحصار وضمان وصول المساعدات.

تحت رذاذ المطر الذي شارك فجأة في وداع الأسطول، وبجانب شجرة عتيقة، تحدثت وردة عن ارتباطها بالقضية الفلسطينية وكيف شكّل ذلك مسار حياتها ومستقبلها. تقول: "اتجهت لدراسة الطب بسبب حرب الفرقان (غزة 2008-2009). كنت في السنة الثالثة رياضيات، فغيّرت توجيهي إلى العلوم التجريبية لأتمكن لاحقًا من دراسة الطب." وتضيف مستعرضة: "أنا الآن سفيرة منظمة 'سمير فونداشين'، جمعية بريطانية تهتم بوضعية طلبة الطب وترميم المستشفيات في قطاع غزة."

بثقة ودون تردّد، تجيب وردة عن سؤالنا حول تأثير نشاطها في دعم القضية الفلسطينية على حياتها العائلية: "محيطي مشجّع ومؤمن بالقضية، وزوجي متفهّم، وقد تعرفنا على بعضنا خلال مسيرات الثورة التونسية. في الواقع، أشعر أنني أعيش دور وردة الطبيبة والإنسانة أكثر من الأمّ، فشعور الأمومة أحيانًا يقيدني."

وتوضح وردة معلّقة أنّ الزواج والأمومة ليسا عائقاً أمام نشاطها، إذ يكمن التحدّي في تفهّم الشريك وتنظيم الحياة اليومية. تقول: "على سبيل المثال، رغم أن زوجي لا يعرف شيئًا عن شؤون المنزل، كنت أطهو طعاماً يكفي مدة غيابي، حتى لو تجاوز الأسبوع، وأجهّز ملابس ابنتي لكل يوم مع لصق ملصقات عليها، فزوجي لا يفقه شيئاً في التدبير المنزلي، ولم تشعر ابنتي كثيراً بغيابي الطويل".

 حضور نساء القانون

في أحد الممرات الداخلية للميناء الترفيهي، صادفنا فتاتين ترتديان زيّاً موحّداً كتب عليه "الفريق القانوني". فسألناهما عن دورهما، فأوضحت إحداهن (محامية): "مهمتنا الأساسية الإشراف القانوني الميداني ومتابعة المشاركين/ات التونسيّين في الأسطول. نجمع التفويضات القانونية الممضاة لتسليمها لزملائنا/ت الفلسطينيين، خاصّة في منظّمة 'عدالة'، ليتمكنوا من متابعة الحالات في حال إيقاف أي ناشط من قبل قوات الاحتلال". وتضيف: "التفويض القانوني بالغ الأهمية، فبدونه قد تُخاطر حياة الموقوفين".

رئيسة الفريق التونسي، المكوّن من 47 محامية ومحامٍ متطوّع، هي الأستاذة نجاة هدراش، المختصّة في القضايا الدولية وعملت في المحكمة الجنائية الدولية على قضايا ضد الكيان الصهيوني. فُكّرت فكرة الفريق أصلاً في إسبانيا، وبسبب تنوّع الجنسيات بين المشاركين والمشاركات، شكّلوا فرقاً قانونية لكلّ مجموعة بحسب جنسيتها.

على كورنيش ميناء سيدي بوسعيد المزدحم بالمودّعين، توقفت سيارات إسعاف الهلال الأحمر لتقديم الإسناد، حيث التقينا متطوعة من بنزرت، حضرت مع عائلتها لتوديع الأسطول، رغم حالتها الصحية وجلسة علاجها الكيميائي، مفعمة بالأمل في شفاء الأمة، كما تهبّ غزة للعالم ضميرها.

طلبت أن نحتفظ باسمها، لكنها ابتسمت مرهقة قائلة: "أتينا لنرى أسطول الصمود، وكلّنا شوق لتوديعهم…". لم نرد أن نثقل عليها، فانسحبنا، ونحن نفكّر في مرضها الذي اختزل مرض الأمّة، وفي تساقط شعرها الذي يرمز إلى سقوط ورقة التوت عن الأنظمة، وفي تحدّيها للمرض كما يتحدّى أسطول الصمود الإبادة والغطرسة الصهيونية.

في 15 أيلول/ سيتمبر انطلقت القوافل من السواحل التونسية، بعد تجمّعها في موانئ سيدي بوسعيد وبنزرت شمال البلاد، متجهة نحو نقاط التقاء في البحر المتوسط مع سفن قادمة من إيطاليا وإسبانيا واليونان، قبل التوجه شرقاً نحو غزة لكسر حلقة الموت والظلم والعزلة المستمرة منذ ما يقارب السنتين.

*إسرائيل هاجمت تونس في الأول من أيلول/ أكتوبر 1985. فقد قصفت طائرات إسرائيلية المقرّ العام لمنظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط، قرب العاصمة تونس.
وقد أسفرت الغارة عن حوالي 68 قتيلاً، من بينهم عدد كبير من المدنيين لتونسيين والفلسطينيين، إضافةً إلى أكثر من مئة جريح.
ميناء سيدي بوسعيد

على امتداد الكورنيش المجاور للميناء، تلاصق المودّعون/ت، وعائلات كاملة  أتت من مناطق بعيدة
ميناء سيدي بوسعيد

على امتداد الكورنيش المجاور للميناء، تلاصق المودّعون/ت، وعائلات كاملة  أتت من مناطق بعيدة
ميناء سيدي بوسعيد

على امتداد الكورنيش المجاور للميناء، تلاصق المودّعون/ت، وعائلات كاملة  أتت من مناطق بعيدة
ميناء سيدي بوسعيد

على امتداد الكورنيش المجاور للميناء، تلاصق المودّعون/ت، وعائلات كاملة  أتت من مناطق بعيدة
ميناء سيدي بوسعيد

على امتداد الكورنيش المجاور للميناء، تلاصق المودّعون/ت، وعائلات كاملة  أتت من مناطق بعيدة
تصوير معز البى
هاجر غماقي

هاجر غماقي

صحفية تونسيّة، تشتغل في الصحافة منذ 2009، متحصّلة على الأستاذيّة في الصحافة من معهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس منذ 2007، وعلى الماجستير في الصحافة الاستقصائية (نفس المعهد) سنة 2025. اشتغلت في مجالات الصحافة الالكترونية والإذاعية والتلفزيّة، ترأست تحرير الأخبار الإذاعية، وأنتجت برامج تلفزية سياسية، كما كتبت في مواقع مختلفة. تشتغل حاليّا على قضايا الحقوق المدنيّة وحقوق الأقلّيّات والقضايا النسويّة.

مقالات ذات صلة

التلقيح الصناعي في فلسطين: تكاليف باهظة يتكبّدها الزوجان لوحدهما
تحقيقات

التلقيح الصناعي في فلسطين: تكاليف باهظة يتكبّدها الزوجان لوحدهما

آلاء مرار
4 مايو 2022
1.1k

في فلسطين، يلجأ كثيرون إلى عمليات الإخصاب الصناعي، على الرغم من عدم شمولها في التغطيات الصحية، لا الخاصة ولا الحكومية....

مَن أنتَ يا خوف؟ مَن أنتَ يا أمل؟ عن معنى "الفراغات العامة" في حياة النساء
آراء

مَن أنتَ يا خوف؟ مَن أنتَ يا أمل؟ عن معنى "الفراغات العامة" في حياة النساء

مُساهِمة مع ميدفيمينسويّة
3 مايو 2023
595

أنا باحثة، ثلاثينية، مصرية، من مبادرة "ذا سكس توك بالعربي"، شغوفة بالعمران والنسوية، أمارس المقاومة كجزء أساسي من حياتي اليومية....

في السودان حرب على النساء... اغتصاب وسبايا وإحراق!

في السودان حرب على النساء... اغتصاب وسبايا وإحراق!

13 مارس 2024
318
Souad Triki : « Le travail invisible est propre à la condition féminine des temps actuels »

Souad Triki : « Le travail invisible est propre à la condition féminine des temps actuels »

15 فبراير 2022
301

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

J'accepte les termes et conditions et la Politique de confidentialité .

Medfeminiswiya

ميدفيمينسوية شبكة نسوية متوسّطية تجمع ما بين النساء الصحافيات العاملات في مختلف بلدان البحر المتوسّط

النشرة الإخبارية


    تابعينا

    تصفّح/ي المواضيع


    • تحقيقات
    • ملفّاتنا
    • تقاريرنا
    • تحركات
    • شخصيّات
    • آراء

    • إنتاجات
    • بصريّات
    • كتب وأفلام
    • ميديا
    • سياقات الدول
    • بلوغ
    • من نحن
    • شبكتنا
    • شركاؤنا
    • انضمّي إلينا
    • ميثاقنا الصحافي
    • الإشعار القانوني

    © 2025 ميدفيمينسوية - الشبكة المتوسّطية للإعلام النسوي

    • it VO
    • fr Français
    • en English
    • ar العربية
    • تحقيقات
    • تحركات
    • شخصيّات
    • إنتاجات
    • آراء
    • ميديا
    • سياقات الدول
    • بلوغ
    No Result
    View All Result

    © 2025 ميدفيمينسوية - الشبكة المتوسّطية للإعلام النسوي

    Welcome Back!

    Login to your account below

    Forgotten Password?

    Retrieve your password

    Please enter your username or email address to reset your password.

    Log In

    Add New Playlist

    Ce site n'utilise pas de cookies. This website does not use cookies. هذا الموقع لا يستخدم ملفات تعريف الارتباط.