الصورة الرئيسية: يتشارك الأطفال حديثو الولادة أسِرَّة الأطفال وحاضناتهم في وحدة رعاية الحاضنات في مستشفى الهلال الإماراتي للولادة، رفح، غزة. © صندوق الأمم المتحدة للسكان – فلسطين/ بيسان عودة
صندوق الأمم المتحدة للسكان/ القاهرة، 23 تموز/يوليو 2025- بات الحرمان من الغذاء ونظام الرعاية الصحية المُدمّر والضغط النفسي الهائل يشكل تهديداً حقيقياً على الولادات للنساء الحوامل والمواليد الجدد، مُهدّداً حياة جيل كامل بحسب تقرير لصندوق الأمم المتحدة.
أظهرت بيانات جديدة للأشهر الستة الأولى من عام 2025، صادرة عن وزارة الصحة في غزة، صورةً مُروّعة لآثار الظروف المُزرية في جميع أنحاء القطاع على الحياة الجديدة.
الأمهات والأطفال لسن بخير
وبحسب أحدث تقرير للصندوق، بين شهري كانون الثاني/ يناير وحزيران/ يونيو من عام 2025، سجّلت غزة تراجعاً حاداً في عدد الولادات، إذ لم يتجاوز عدد الولادات 17 ألفاً، مقارنةً بـ 29 ألف ولادة في الفترة نفسها من عام 2022، ما يُمثّل انخفاضاً بنسبة 41% خلال ثلاث سنوات فقط. بالتوازي، ارتفع عدد وفيات الأمهات بشكل مروّع، حيث توفيت 220 امرأة أثناء الولادة، أي أكثر من عشرين ضعف ما سُجّل في عام 2022. ولم تسلم المواليد الجدد من هذا الانهيار، فقد فارق ما لا يقل عن 20 رضيعً الحياة خلال أول 24 ساعة من ولادتهم، في حين وُلد نحو 33% من الأطفال – أي ما يقارب 5560 طفلاً – قبل أوانهم، أو بوزن منخفض، أو احتاجوا إلى رعاية مركزة عاجلة.
"لكلّ أم وطفل الحق في ولادة آمنة وبداية حياة صحية. ما نشهده هو حرمان ممنهج من هذه الحقوق الأساسية، يدفع جيلاً بأكمله إلى حافة الهاوية"
تُسلِّط هذه الإحصائيات الضوء على التحديات الجسيمة التي تواجهها الأمهات والمواليد الجدد في بيئة تُستهدف فيها الرعاية الصحية بشكل ممنهج، حيث يُؤدِّي الجوع والحرمان من الضروريات الأساسية إلى هذه النتائج.
وقالت ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية: "إن حجم معاناة الأمهات الجدد وأطفالهن في غزة يفوق الوصف". وأضافت: "لكلّ أم وطفل الحق في ولادة آمنة وبداية حياة صحية. ما نشهده هو حرمان ممنهج من هذه الحقوق الأساسية، يدفع جيلاً بأكمله إلى حافة الهاوية".
المستشفيات والمرافق الصحية التي لا تزال تعمل جزئياً - تضررت أو دمرت غالبيتها - وتفقد بشكل متزايد قدرتها على إبقاء الأمهات والرضع على قيد الحياة. و 70% من الأدوية الأساسية غير متوفرة، ونصف المعدات الطبية تالفة، مما يحد بشدة من إمكانية الحصول على رعاية الأطفال حديثي الولادة الحرجة بنسبة 70%.
كلّ لحظة تأخير تعني فقدان أرواح جديدة
ويؤكد تقرير الصندوق على انهيار أنظمة الإحالة الطبية بشكل شبه كامل في غزة، وتراجع خدمات الإسعاف إلى الحد الأدنى، مع نقص كبير في وسائل النقل، ما جعل من الصعب على النساء الحوامل الوصول إلى الرعاية الطبية قبل الولادة أو حتى إلى المستشفيات أثناء الولادة. ونتيجة لذلك، تحوّلت مضاعفات كان من الممكن علاجها بسهولة إلى حالات وفاة كان يمكن تفاديها.
ورغم الحاجة الشديدة، لا تزال المساعدات الإنسانية تواجه عراقيل كبيرة. وحده صندوق الأمم المتحدة للسكان لديه 170 شاحنة محمّلة بإمدادات أساسية، منها وحدات ولادة جاهزة داخل حاويات، وأدوية خاصة بصحة الأم، وأجهزة موجات فوق صوتية، وحاضنات محمولة للأطفال، لا تزال عالقة على الحدود منذ أوائل شهر آذار/ مارس 2025.
الصندوق دعا "إسرائيل" إلى السماح بدخول هذه المساعدات بشكل عاجل ومستمر، بما في ذلك الوقود والأدوية والغذاء، كما طالب بعدم استخدام توزيع المساعدات لأغراض عسكرية. فكل لحظة تأخير تعني فقدان أرواح جديدة ومعاناة قاسية للنساء والأطفال الأكثر هشاشة.




























