هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية) English (الإنجليزية)
هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية) English (الإنجليزية)
من المؤكد أن بيير دي كوبرتان، مؤسس الألعاب الأولمبية الموروثة من اليونان القديمة، يتقلب تحت التراب الآن عقب هذا التكافؤ بين الجنسين الذي فرضته اللجنة الأولمبية الدولية. هو الذي نطق بحكمه هذا في عام 1912: "البطل الأولمبي الحقيقي الوحيد هو الفرد الذكر البالغ". أثبت الزمن أن بيير دي كوبرتان لم يكن على حق، لأن الرياضيات، تبعًا لشعار الألعاب الأولمبية، يتقدّمن ويسعين دائمًا ليصبحن أعلى وأقوى وأسرع، في حين ترفع أمم بأكملها اليوم بطلاتها وتدعمهن وتشيد بهن، خاصة إذا كنّ استثنائيات مثل أنس جابر، لاعبة التنس التونسية، وفينيش بهوجات، المصارعة الهندية. تساهم هذه الأيقونات، الحائزات على العديد من الميداليات، في تلميع صورة شعوبها وتوسيع آفاق أحلامهم ومنحهم بدون شك جرعة من الأوكسيجين.
ولكن بالنسبة إلى النساء، فإن المسابقات العالية المستوى غالبًا ما تتزامن مع مسار مليء بالعقبات. إذ لا تزال مظاهر التمييز بين الجنسين تُلقي بظلالها على عالم الرياضة : تصوير أجساد النساء بصورة جنسية مفرطة وإنكار خصوصيتها، أي الدورة الشهرية. وفي إيطاليا، تتزايد الاعتداءات اللفظية العنصرية ضد البطلات من أصل أفريقي، اللواتي يمثلن البلاد في المباريات والبطولات الدولية.
إن الافتقار إلى البنية التحتية، وسيطرة النزعة المحافِظة، وحصر أجساد النساء ضمن المحرمات، كلها أسباب تقلل من عدد الرياضيات اللواتي يبلغن المستوى الاحترافي في بلدان الجنوب. ومع ذلك، تضاعفت الاستثناءات في السنوات الأخيرة، لا سيما في مصر حيث صورت المخرجة مي زايد لمدة أربع سنوات "مصنع" البطلات في رفع الأثقال، وفي المغرب حيث وثّق المخرج كريم هابيت الحياة اليومية للاعبات نادي كرة القدم C.A.K FF في خنيفرة وهي بلدة صغيرة في المناطق النائية تحتضن المواهب الجديدة في كرة الساحرة المستديرة.
لطالما شكّلت الرياضة في العالم محركًا للحداثة. وبالنسبة إلى النساء على وجه الخصوص، تمثل الرياضة منطلقًا فعليًا نحو التحرر الحقيقي.
ألفة بلحسين صحافية تونسية عَمِلَت مع الصحيفة التونسية اليومية La Presse منذ عام ١٩٩٠. بدأت تظهر مقالاتها في صحف دولية مثل Liberation، وLe Monde، وCourrier International، بعد اندلاع التظاهرات في عام ٢٠١١، وكان هذا بمثابة شهادة على خبرتها الواسعة كصحافية عملت في تونس خلال فترة حكم الرئيس بن علي وبعد سقوطه أيضاً. حصدت ألفة جائزة مركز المرأة العربية الأولى للصحافة في عام ٢٠١٣ لعملها الاستقصائي عن الزواج العرفي في تونس، والذي نُشر في La Presse. تساهم ألفة منذ عام ٢٠١٥ في موقع justiceinfo.net، وهو موقع إلكتروني متخصّص بالعدالة الانتقالية حول العالم. نشرت ألفة بلحسين مع هادية بركات كتاب تحت عنوان "ces nouveaux mots qui font la Tunisie " (هذه الكلمات الجديدة التي تصنع تونس)، و هو عبارة عن تحقيق معمق حول الانتقال السياسي في تونس بعد الثورة.
© 2023 ميدفيمينسوية - الشبكة المتوسطية للصحافة النسوية