هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية) English (الإنجليزية)
هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية) English (الإنجليزية)
منذ أكثر من ثلاثين سنة وأنا أجد نفسي أتجادل مع رجال، ولكن أيضاً مع الكثير من النساء، مقعتنعين بأن النضال من أجل إلغاء إلزامية الاسم الأبوي وإمكانية إضافة اسم عائلة الأم، هو نضال ثانوي.
لستُ أتحدث هنا عن نساء ورجال بعيدون عن سياسات اليسار. فحتى بين عائلات المناضلين والمناضلات من الفئات الشابة، قلائل هم الذين قرّروا أن ينخرطوا في معركة ضد البيروقراطية القاتلة من أجل التوصّل إلى إعطاء الأولاد اسم الأم أيضاً-وهي معركة أعرفها جيداً لأنني عشتها مرتين لتسجيل أولاد. وهذه المسألة ليست ثانوية. إنها تتعلق بالظلم الذي ينجم عن إلغاء الأم، كما أنها تتعلق بالسلطة المطلقة التي لا تزال تسم مفهوم العائلة في إيطاليا، على الرغم من قوانين السبعينات والعقود التي تلتها. فهذا الظلم يديم هيمنة المذكّر بوصفه الجنس الأوحد (أو الأكثر احتراماً بحسب قواعد النحو الإيطالي حتى سنوات الستينات)، وبوصفه يمثّل الإرث الاقتصادي والرمزي.
لم تقف نسويات كثيرات في وجه هذه العملية البيروقراطية الصعبة وذات الكلفة العالية من أجل إعطاء أسماء عائلاتهن لأبنائهن وبناتهن. إنه طريق ما زال يجهد للحصول على التضامن والتوافق بشأنه. وهو يرتبط أيضاً بجعل المشروع النسوي الذي ينص على أن "الشخصي سياسي" مشروعاً حقيقياً، منحياً جانباً كل الأدبيات، على الرغم من أهميتها.
إن الهيمنة الأبوية ليست فقط خارجية، رغم أنها تتجذر في جسد خصمنا وفكره، إنّما هي أيضاً داخلنا نحن، وهذا هو الجزء الأصعب من المواجهة، ذلك أن إعطاء الذات قيمة مختلفة في العلاقات الإنسانية والعاطفية يعني فتح الباب على صراعات من كل حدب وصوب، وذلك يؤلم. كما أنه قد يعني أيضاً، بالنسبة لنساء كثيرات، سلبهن "حلم الحب" كما ألفنه... أمّا هذا، فنقاش آخر.
مونيكا لانفرانكو صحافية ومُدوّنة ومدرّبة إيطاليّة ومؤسِّسة المجلة الفصلية النسوية ماريا (Marea) في عام ١٩٩٤. أسّست مونيكا قناة التدوين الصوتي (البودكاست) \"راديو ديللي دوننى\" (Radio Delle Donne)، ودرست نظرية وتقنيات الإعلام الجديد في جامعة بارما، وهي تدير مركز التدريب والندوات النسويّة ألتراديمورا (Altradimora) منذ عام ٢٠٠٨. ألّفت مونيكا عدداً من الكتب، وكتابها الأخير عنوانه \"أن تنشأ كرجل: كلمات المراهقون عن الجنسانيّة، والإباحية، والتمييز الجنسي\" (Crescere uomini-le parole dei ragazzi su sessualitá, pornografia, sessismo) نشر في عام ٢٠١٩. تابعوا/ن عمل مونيكا على: Monica Lanfranco, Radio Delle donne, Marea, Altradimora, Il Fatto Quotidiano.
© 2023 ميدفيمينسوية - الشبكة المتوسطية للصحافة النسوية