• it VO
  • fr Français
  • en English
  • ar العربية
من نحن
  • تحقيقات
    • جميع المواد
    • تقاريرنا
    • حول العالم
    • ملفّاتنا
    في المغرب: 600 حالة إجهاض يوميًا.. أرقام مقلقة وقصص مأساوية

    في المغرب: 600 حالة إجهاض يوميًا.. أرقام مقلقة وقصص مأساوية

    نيبال الهسي: أمّ بلا يدين تحارب لتستعيد ابنتها وحياتها في غزة

    نيبال الهسي: أمّ بلا يدين تحارب لتستعيد ابنتها وحياتها في غزة

    العناق الأول: نساء غزة يستقبلن أبناءهن وأزواجهن المحرَّرين

    العناق الأول: نساء غزة يستقبلن أبناءهن وأزواجهن المحرَّرين

    النساء ضد المافيا: متمردات وشاهدات وضحايا 3/3

    النساء ضد المافيا: متمردات وشاهدات وضحايا 3/3

    رغبة محاصرة: الجنسانية الأنثوية في الجزائر بين الصمت والمواجهة

    رغبة محاصرة: الجنسانية الأنثوية في الجزائر بين الصمت والمواجهة

    المواضيع

    • فنانات
    • النسوية الإيكولوجية
    • نساء تعشن في الشارع وتعتَشن منه
    • المرأة والجسد
    • المرأة والرياضة
    • النساء و السينما
    • مسلسل رمضان
    • النساء والحرب
    • نساء على الهوامش
    • حرية الصحافة من وجهة نظر صحافيات
    • فقر الدورة الشهرية
    • النساء و السجن
    • نساء ريفيات
    • البيوت الآمنة
    • العبور
    • إجهاض وحقوق جسدية
  • تحركات
    ابتزاز النساء في مخيمات غزة: تصاعد العنف القائم على النوع الاجتماعي

    ابتزاز النساء في مخيمات غزة: تصاعد العنف القائم على النوع الاجتماعي

    "سمّوها_صح": حملة لتعديل قانون الجرائم الجنسية في لبنان

    "سمّوها_صح": حملة لتعديل قانون الجرائم الجنسية في لبنان

    في كرواتيا، يربط” صوت الصمت “بين المعرفة الجماعية والرعاية والإبداع

    في كرواتيا، يربط” صوت الصمت “بين المعرفة الجماعية والرعاية والإبداع

    غزة: دكتورة جامعية تنزح إلى المقبرة

    غزة: دكتورة جامعية تنزح إلى المقبرة

  • شخصيّات
    صوفي بسيس: الجسد هو أطول معارك النساء في الجنوب العالمي

    صوفي بسيس: الجسد هو أطول معارك النساء في الجنوب العالمي

    طالبة من غزة: "درستُ تحت القصف... ونزحت بحلمي"

    طالبة من غزة: "درستُ تحت القصف... ونزحت بحلمي"

    فاطمة أبو صليح: بطلة الظلّ في غزة

    فاطمة أبو صليح: بطلة الظلّ في غزة

    "أمي، بابا، احكيولي على الخصوصية": كتاب تونسي للأطفال للتوعية ضد العنف الجنسي

    "أمي، بابا، احكيولي على الخصوصية": كتاب تونسي للأطفال للتوعية ضد العنف الجنسي

  • إنتاجات
    • جميع المواد
    • بصريّات
    • كتب وأفلام
    من غزة إلى فينيسيا: صوت الطفلة هند رجب يخلّد للأبد

    من غزة إلى فينيسيا: صوت الطفلة هند رجب يخلّد للأبد

    مريم بريبري: اللباس التقليدي التونسي في مواجهة الرأسمالية

    مريم بريبري: اللباس التقليدي التونسي في مواجهة الرأسمالية

    مسرح من أجل العدالة: إيمان بلّان تدافع عن النساء من على الخشبة

    مسرح من أجل العدالة: إيمان بلّان تدافع عن النساء من على الخشبة

    "إخواتي" و"لام شمسية": نساء خارج قوالب الدراما العربية

    "إخواتي" و"لام شمسية": نساء خارج قوالب الدراما العربية

  • آراء
    من يسأل عن أحوال النساء في الشرق الأوسط؟

    من يسأل عن أحوال النساء في الشرق الأوسط؟

    نساء غزة يعشن أسوء كوابيسهن..."أريد أن أعود لحياتي ما قبل الحرب، لخصوصيتي وبيتي"

    نساء غزة يعشن أسوء كوابيسهن..."أريد أن أعود لحياتي ما قبل الحرب، لخصوصيتي وبيتي"

    رسائل تحت القصف… أن تفقد أمٌّ أبناءها الستة دفعة واحدة؟ (10)

    رسائل تحت القصف… أن تفقد أمٌّ أبناءها الستة دفعة واحدة؟ (10)

    رسائل تحت القصف - "لا كعكة لأطفالي في عيد ميلادهم" (9)

    رسائل تحت القصف - "لا كعكة لأطفالي في عيد ميلادهم" (9)

  • ميديا
    ديالا الهنداوي « أريد أن أرى منزلي في دمشق! »

    ديالا الهنداوي « أريد أن أرى منزلي في دمشق! »

    فقر الدورة الشهرية في مونتينيغرو

    فقر الدورة الشهرية في مونتينيغرو

    فقر الدورة الشهرية في فرنسا (1)

    فقر الدورة الشهرية في فرنسا (1)

    فقر الدورة الشهرية في إيطاليا

    فقر الدورة الشهرية في إيطاليا

  • سياقات الدول
No Result
View All Result
بلوغ
Medfeminiswiya
  • تحقيقات
    • جميع المواد
    • تقاريرنا
    • حول العالم
    • ملفّاتنا
    في المغرب: 600 حالة إجهاض يوميًا.. أرقام مقلقة وقصص مأساوية

    في المغرب: 600 حالة إجهاض يوميًا.. أرقام مقلقة وقصص مأساوية

    نيبال الهسي: أمّ بلا يدين تحارب لتستعيد ابنتها وحياتها في غزة

    نيبال الهسي: أمّ بلا يدين تحارب لتستعيد ابنتها وحياتها في غزة

    العناق الأول: نساء غزة يستقبلن أبناءهن وأزواجهن المحرَّرين

    العناق الأول: نساء غزة يستقبلن أبناءهن وأزواجهن المحرَّرين

    النساء ضد المافيا: متمردات وشاهدات وضحايا 3/3

    النساء ضد المافيا: متمردات وشاهدات وضحايا 3/3

    رغبة محاصرة: الجنسانية الأنثوية في الجزائر بين الصمت والمواجهة

    رغبة محاصرة: الجنسانية الأنثوية في الجزائر بين الصمت والمواجهة

    المواضيع

    • فنانات
    • النسوية الإيكولوجية
    • نساء تعشن في الشارع وتعتَشن منه
    • المرأة والجسد
    • المرأة والرياضة
    • النساء و السينما
    • مسلسل رمضان
    • النساء والحرب
    • نساء على الهوامش
    • حرية الصحافة من وجهة نظر صحافيات
    • فقر الدورة الشهرية
    • النساء و السجن
    • نساء ريفيات
    • البيوت الآمنة
    • العبور
    • إجهاض وحقوق جسدية
  • تحركات
    ابتزاز النساء في مخيمات غزة: تصاعد العنف القائم على النوع الاجتماعي

    ابتزاز النساء في مخيمات غزة: تصاعد العنف القائم على النوع الاجتماعي

    "سمّوها_صح": حملة لتعديل قانون الجرائم الجنسية في لبنان

    "سمّوها_صح": حملة لتعديل قانون الجرائم الجنسية في لبنان

    في كرواتيا، يربط” صوت الصمت “بين المعرفة الجماعية والرعاية والإبداع

    في كرواتيا، يربط” صوت الصمت “بين المعرفة الجماعية والرعاية والإبداع

    غزة: دكتورة جامعية تنزح إلى المقبرة

    غزة: دكتورة جامعية تنزح إلى المقبرة

  • شخصيّات
    صوفي بسيس: الجسد هو أطول معارك النساء في الجنوب العالمي

    صوفي بسيس: الجسد هو أطول معارك النساء في الجنوب العالمي

    طالبة من غزة: "درستُ تحت القصف... ونزحت بحلمي"

    طالبة من غزة: "درستُ تحت القصف... ونزحت بحلمي"

    فاطمة أبو صليح: بطلة الظلّ في غزة

    فاطمة أبو صليح: بطلة الظلّ في غزة

    "أمي، بابا، احكيولي على الخصوصية": كتاب تونسي للأطفال للتوعية ضد العنف الجنسي

    "أمي، بابا، احكيولي على الخصوصية": كتاب تونسي للأطفال للتوعية ضد العنف الجنسي

  • إنتاجات
    • جميع المواد
    • بصريّات
    • كتب وأفلام
    من غزة إلى فينيسيا: صوت الطفلة هند رجب يخلّد للأبد

    من غزة إلى فينيسيا: صوت الطفلة هند رجب يخلّد للأبد

    مريم بريبري: اللباس التقليدي التونسي في مواجهة الرأسمالية

    مريم بريبري: اللباس التقليدي التونسي في مواجهة الرأسمالية

    مسرح من أجل العدالة: إيمان بلّان تدافع عن النساء من على الخشبة

    مسرح من أجل العدالة: إيمان بلّان تدافع عن النساء من على الخشبة

    "إخواتي" و"لام شمسية": نساء خارج قوالب الدراما العربية

    "إخواتي" و"لام شمسية": نساء خارج قوالب الدراما العربية

  • آراء
    من يسأل عن أحوال النساء في الشرق الأوسط؟

    من يسأل عن أحوال النساء في الشرق الأوسط؟

    نساء غزة يعشن أسوء كوابيسهن..."أريد أن أعود لحياتي ما قبل الحرب، لخصوصيتي وبيتي"

    نساء غزة يعشن أسوء كوابيسهن..."أريد أن أعود لحياتي ما قبل الحرب، لخصوصيتي وبيتي"

    رسائل تحت القصف… أن تفقد أمٌّ أبناءها الستة دفعة واحدة؟ (10)

    رسائل تحت القصف… أن تفقد أمٌّ أبناءها الستة دفعة واحدة؟ (10)

    رسائل تحت القصف - "لا كعكة لأطفالي في عيد ميلادهم" (9)

    رسائل تحت القصف - "لا كعكة لأطفالي في عيد ميلادهم" (9)

  • ميديا
    ديالا الهنداوي « أريد أن أرى منزلي في دمشق! »

    ديالا الهنداوي « أريد أن أرى منزلي في دمشق! »

    فقر الدورة الشهرية في مونتينيغرو

    فقر الدورة الشهرية في مونتينيغرو

    فقر الدورة الشهرية في فرنسا (1)

    فقر الدورة الشهرية في فرنسا (1)

    فقر الدورة الشهرية في إيطاليا

    فقر الدورة الشهرية في إيطاليا

  • سياقات الدول
من نحن
Medfeminiswiya
من نحن

تونس: من وصمة العقم إلى المساعدة الطبية على الإنجاب

في شمال إفريقيا وخارجها، أصبحت تونس خلال سنوات قليلة وجهة معروفة للأزواج الباحثين عن خدمات المساعدة الطبية على الإنجاب. تكشف تجارب المرضى/ات بوضوح عن المعايير الجنسانية والتجربة الصعبة للعقم، بالإضافة إلى العواقب الاقتصادية والاجتماعية، خاصة على النساء.

لويز أورات لويز أورات
14 نوفمبر 2025
في ملفّاتنا
31 1
0
Share on FacebookShare on Twitter

هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية) English (الإنجليزية)

عندما تزوجت علياء عام 2002، لم تكن هي وزوجها يخططان لإنجاب طفل سريعًا. كانت تبلغ ثلاثين عامًا ولم تزر طبيب نساء من قبل. بعد عامين، أجرت أول استشارة لها لدى طبيب أوصى به أحد المعارف، وهو أخصائي معروف في مجال المساعدة الطبية على الإنجاب AMP أو PMA في تونس، بالمصادفة، كشفت الفحوصات عن وجود تكيس في المبايض، وهو اضطراب هرموني شائع قد يسبب مضاعفات أثناء الحمل. لاحقًا، اكتشف الطبيب أن علياء تعاني أيضًا من الانتباذ البطاني الرحمي، وهو مرض مزمن يصيب نحو 10% من النساء في سن الإنجاب وفقًا لمنظمة الصحة العالمية(WHO)، وقد يكون مؤلمًا جدًا وغير معروف على نطاق واسع للناس وللكوادر الطبية في العديد من البلدان. بعد عملية جراحية وفقدان الحمل الأول بشكل طبيعي، قررت علياء وزوجها اللجوء إلى المساعدة الطبية على الإنجاب. استمرت رحلة العلاج نحو عشر سنوات، دون إنجاب طفل في النهاية، لكنها أكسبتهما "الكثير من الهدوء والحكمة" و"حساسية كبيرة تجاه الظلم الاجتماعي"، كما تلخص علياء الآن، البالغة من العمر 53 عامًا، عند النظر إلى الوراء.

تونس: وجهة معروفة ومعترف بها

منذ عام 2000، تطوّرت البنية التحتية في تونس بشكل ملحوظ، خاصة في مجال المساعدة الطبية على الإنجاب، إلى جانب ارتفاع كفاءة الكوادر الطبية، أصبح البلد وجهة إقليمية معروفة لدى الأزواج الذين يعانون من العقم في المغرب العربي، وعلى رأسهم الجزائر وليبيا، بالإضافة إلى أفريقيا جنوب الصحراء. يوجد في البلاد نحو اثني عشر مركزًا خاصًا للخصوبة وثلاثة مؤسسات عامة، معظمها في العاصمة والمدن الساحلية مثل سوسة وصفاقس ونابل، وهو ما يثير مشاكل تتعلق بعدم المساواة في الوصول الجغرافي.

سبقت الممارسة الإطار القانوني لعلاج العقم، فقد تم إدخال التقنيات والخبرات منذ ثمانينيات القرن الماضي في القطاع الخاص على يد متخصصين/ات تدربوا/ن في أوروبا. في عام 1989، وُلد أول طفل أنبوب اختبار وفي عام 2001 صدر قانون ينظم مجال الطب التناسلي في تونس، وهو نص رائد في إفريقيا والعالم العربي، بمشاركة السلطات الدينية.

يسمح القانون باستخدام تقنيات المساعدة الطبية على الإنجاب مثل التلقيح الصناعي بحيوانات الزوج المنوية والتلقيح الاصطناعي المخبري IVF للأزواج المتزوجين من الجنس المختلف، لكنه يحظر التبرع بالأمشاج، وهي الخلايا التناسلية التي تساهم في تكوين الجنين عند الإخصاب، لأسباب تتعلق بالنسب والسلالة المهمة في الإسلام. أما تجميد البويضات، الذي يسمح للنساء بتأجيل الأمومة، فيسمح به للنساء غير المتزوجات فقط لأسباب طبية قد تعيق خصوبتهن.

لا يُعتبر العقم مشكلة صحية عامة من قبل السلطات السياسية في تونس، على الرغم من أنه قد يكون مصدرًا حقيقيًا للمعاناة والوصمة الاجتماعية.

ارتفاع معدلات العقم

على المستوى العالمي، تشهد العديد من الدول ارتفاعًا في معدلات العقم، أي عدم القدرة على الحمل بعد محاولات مستمرة لمدة لا تقل عن 12 شهرًا. ويرجع ذلك بشكل خاص إلى ازدياد التلوث، واضطرابات الأجهزة التناسلية لدى الرجال والنساء، وتأخر الإنجاب لدى الأزواج. في تونس، يتأخر سن الزواج؛ ففي عام 2024 بلغ متوسطه 35 عامًا للرجال و29 عامًا للنساء.

تُعد المساعدة الطبية على الإنجاب حلاً لضمان الحق في الإنجاب للأفراد، لكنها ليست نتيجة مضمونة بالكامل. تختلف معدلات النجاح بشكل كبير حسب التقنية وعدة عوامل (العمر، التقنية، عدد المحاولات)، كما لا توجد إحصاءات وطنية بهذا الخصوص، فيمما تنشر بعض العيادات نتائجها بشكل علني.

لا يُعدّ العقم مشكلة صحية عامة في نظر السلطات السياسية في تونس، رغم ما يسببه من معاناة حقيقية ووصمة اجتماعية. كما أن غياب الإحصاءات يجعل تقدير عدد الأزواج الذين يلجأون إلى المساعدة الطبية على الإنجاب أمرًا صعبًا. ومع ذلك، فإن توسّع الخدمات والحركة العابرة للحدود يؤكدان الحاجة المتزايدة إليها.

موضوع لا يزال تابو

في عام 2018، عمل فريق بحث متعدد التخصصات على هذا الموضوع ضمن مشروع بعنوان: «الرعاية الصحية العابرة للحدود في الصحة الإنجابية بالمغرب العربي: مشهد تناسلي في طور التشكّل»، ليملأ بذلك فراغًا أكاديميًا. ثم نُشر كتاب جماعي غني بعدة مقالات علمية بعنوان:  السفر من أجل الإنجاب في المغرب العربي. تجارب ضمن صناعة طبية جديدة من إصدار IRMC  وKarthala، 2024.  ندرك في هذا الكتاب أن أسباب سفر الأزواج إلى تونس للاستفادة من خدمات المساعدة الطبية على الإنجاب متنوعة، منها: "عدم توفر المعدات في بلدانهم، طول مدة الانتظار، القرب الجغرافي، الإعفاء من التأشيرات، التوازن بين الجودة والسعر، اللغة (العربية والفرنسية)، القيم الثقافية والدينية المشتركة، الحاجة إلى الخصوصية والسرية." غالبًا ما يختار المرضى/ات الاحتفاظ بسرية مسارهم، لحماية حياتهم/ن الخاصة من الأسئلة الحشرية والضغوط الاجتماعية.

يلاحظ العديد من الأطباء والطبيبات المتخصصين/ات في مشاكل الخصوبة الذين قابلناهم أن نصف صعوبات الإنجاب تقريباً تعود إلى أسباب جنسية. تقول ألفة نغموشي، طبيبة نساء وتوليد: "في أيلول/ سبتمبر، مباشرة بعد موسم الزواج، أستقبل العديد من المريضات اللواتي يأتين إليّ لأنهن لا يستطعن ممارسة العلاقة الجنسية. فُرْجُ المرأة (أي انقباض غير إرادي لفتحة المهبل) شائع."

القلق المبكر من عدم القدرة على الحمل يعكس شعورًا بوجود ضغط أو إلحاح على الإنجاب، تعزوه الطبيبة إلى "الرغبة الشخصية والضغط الاجتماعي على حد سواء". غالبًا ما تُحَوَّل مريضاتها إلى اختصاصيين/ات في الجنس قبل بدء مناقشة المساعدة الطبية على الإنجاب. وعندما يُثبت العقم، فالطريق طويلًا: "معظم الأزواج يرفضون اللجوء إلى المساعدة الطبية إلا كخيار أخير، فهي مسارات طويلة وتكلفتها مرتفعة. العديد من الأزواج يرفضون؛ لديهم مخاوف دينية أو تقنية، ويخشون مثلاً أن يختلط الحيوان المنوي."

مسألة الوقت

مروى* من سكان تونس، تبلغ من العمر 42 عامًا، وهي تتابع حاليًا علاجًا بالمساعدة الطبية على الإنجاب تحت إشراف طبيب نساء في مستشفى عام، تصفه بـ "المتفهم جدًا". قرر الزوجان عدم إعلام أقاربهما في الوقت الحالي. تقول مروى: "خلال حملي الأول، أخبرت المحيطين بي فورًا. عندما خسرت الجنين، شعرت أن المحيطين بي لم يعرفوا حقًا كيف يدعمونني، مما جعل الوضع أصعب." وتتذكر أيضًا امرأة غريبة استشارتها: "كانت تستمع إليّ وتقول لي "رحم الله روحه". السماح لي بالحديث عن الحب الذي حملته لذلك الكائن الصغير ساعدني كثيرًا".

غالبًا ما يُنظر إلى حالات الإجهاض المبكر بوصفها أمرًا متوقّعًا، ولا سيما ضمن مسارات المساعدة الطبية على الإنجاب التي قد تستلزم تكرار المحاولات لتحقيق حمل ثابت. إنها تجربة غالبًا ما يفضل الأزواج التكتم عنها ويحيط بها الصمت. مؤخرًا، قررت مروى التوقف مؤقتًا عن علاج تحفيز المبايض لتأخذ مساحة لنفسها، رغم أن الوقت المتبقي لديها قليل. تقول إنه لا يمكن التحكم بطبيعة الحمل بشكل كامل، لكنها مع ذلك تعتبر محاولة الإنجاب مشروعًا سعيدًا ومفرحًا بالنسبة لها.

من جهة أخرى، سواء تم العلاج في مؤسسات عامة أو خاصة، فإن تغطية الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNAM)  تشمل فقط النساء دون سن الأربعين، وتغطي في المؤسسات الخاصة فقط تكاليف التحاليل والأدوية وليس الإجراءات الطبية مثل التلقيح الاصطناعي (IVF).

تتحمل النساء "عبء" العقم

أحد مديري عيادة رائدة في تونس يشير إلى أن الملفات الاجتماعية والاقتصادية لمرضاه ومريضاته متنوعة؛ فالأشخاص ذوو/ات الدخل المحدود يجمعون المال بطريقة ما أو يلجؤون إلى الاستدانة بشكل كبير. وبينما يعزز اللجوء إلى المساعدة الطبية على الإنجاب بعض العلاقات الزوجية، فإن أحد النتائج الاجتماعية الأخرى التي ذكرها العديد من المشاركين/ات في الاستبيان هي الطلاق، الذي يطلبه الرجال غالباً بشكل أكبر، أحيانًا تحت ضغط عائلاتهم.

في التصورات الاجتماعية، ترتبط القدرة الإنجابية بالرجولة والأنوثة في الوقت نفسه، لكن النساء هن من يتحملن غالبًا النتائج المترتبة على العقم.

تتضح المعايير الجنسانية والتوقعات الاجتماعية حول الأمومة بشكل جلي في مسارات العلاج، فقد يؤدي عدم القدرة على الإنجاب إلى وصمة اجتماعية، تتحملها النساء غالبًا.

تقول إيرين مافي، أستاذة أنثروبولوجيا والتي شاركت في تحرير كتاب السفر من أجل الإنجاب في المغرب العربي: "يتضح بشكل جلي، وليس فقط في تونس أو المغرب العربي، أن النساء دائمًا يتحملن العبء الاجتماعي، حتى وإن لم تكن المرأة سبب العقم. ولا يمكنهن التصريح بأن سبب المشكلة يعود إلى الزوج، لأن ذلك يُعتبر غير مقبول اجتماعيًا."

في التصورات الاجتماعية، ترتبط القدرة الإنجابية بالرجولة والأنوثة في الوقت نفسه، لكن النساء هن من يتحملن غالبًا النتائج المترتبة على العقم. إضافة إلى ذلك، تتولى النساء التونسيات واللواتي يأتين من الخارج غالبًا زمام المبادرة داخل العلاقة الزوجية، ويذهبن بمفردهن، في أغلب الأحيان، إلى الاستشارات الطبية. تقول الباحثة: "بعد الفحوص والتحاليل للمرأة، يتم حينها إشراك الرجل. وقد أشار المتخصصون/ات في الصحة إلى أنه إذا كان العقم من جهة الرجل، فإن بعضهم لا يعود أبدًا إلى العيادة ولا يعترف بالمشكلة إطلاقًا".

تتحدث نساء حول معاناتهن مع العقم في برنامج تلفزيوني تونسي مشهور، حيث يبرز تسلسل البرنامج  الوصم الجنسي المرتبط بالعقم.  يركّز المقدّم على الجانب العاطفي. وفي هذا المقتطف (32'36–33'53)، يسأل الطبيب/ة من هو الأكثر تأثرًا بالعقم، الرجل أم المرأة، متوقعًا أن تكون الإجابة المرأة، بينما يجيب الطبيب بالعكس.

يظهر تفاعل النساء واستثمارهن في موضوع العقم أيضًا عبر الشبكة العنكبوتية. فهن ممثلات بشكل أكبر في مجموعات فيسبوك وغيرها من المساحات الرقمية المشتركة. يتبادل مستخدمو/ات هذه المنصات التحليلات، ويطلعون/ن بعضهم/ن على توفر الأدوية، ويوصون ببعض الأطباء والطبيبات. تقول بيتّي رولاند، جغرافية متخصصة في التنقلات الصحية: " تتحدث النساء كثيرًا مع بعضهن البعض. توجد مجموعات تحمل أسماء أطباء النساء. لدى النساء قدرة على الفعل: يواجهن المشكلة، يتناقشن حولها، ويساعدن بعضهن بعضًا، رغم أن ذلك يتم  بطريقة سرية بسبب التابوهات والوصم الاجتماعي، لكنه فضاء يظهر فيه التضامن."

تعكس هذه المناقشات الحاجة إلى معلومات تحترم خصوصية كلّ امرأة والسعي للحصول على خدمات طبية كفؤة ومتفاهمة.

المسارات الشخصية

أمل*، التي تجاوزت الخمسين من العمر، استفادت مع زوجها من المساعدة الطبية على الإنجاب بين عامي 1997 و2006، وتتذكر تجربة مؤلمة مع طبيب النساء. بعد أول عامٍ من الفحوصات التي ركزت تقريبًا على جسدها وحده، وصف الطبيب سبرموجرامًا لزوجها، والذي كشف غياب كامل للحيوانات المنوية (azoospermia). تقول أمل: "ما كان صادمًا حقًا هو أن أول ما قاله لنا الطبيب: "في هذه الحالة، لا توجد إلا بدائل قليلة: المساعدة الطبية على الإنجاب، التبني (لكن لا أعتقد أنه حل)، أو الطلاق. لقد كان ذلك بالنسبة لنا عنفًا رمزيًا غير مسبوق".

ومع مرور الوقت، رأت أمل أن ما قاله الطبيب كان نتيجة جهله، وافتقاره إلى التدريب على التعاطف وفهم العنف القائم على النوع الاجتماعي. طوال مسارها العلاجي، عانت كأستاذة من غياب الدعم النفسي من الطاقم الطبي، مع شعورها أحيانًا "بعدم كونها إنسانًا". وعندما تأكد عقم زوجها أثناء سحب الحيوانات المنوية لعملية التلقيح المخبري، كان عليها هي أن تبلغ زوجها بالخبر. تروي أمل: "قدمت لي السكرتيرة الطبية ظرفًا وقالت: "اسمعي، لا يمكننا إجراء التلقيح المخبري لأن زوجك عقيم، وإليك باقي أموالك. لقد أخذ الطبيب أتعابه بالفعل. ثم غادرت وتركتني وحدي. لم نرَ الطبيب مرة أخرى. أن أخبر أنا زوجي كان أحد أصعب الاختبارات في حياتي."

يشير الأكاديميون/ات إلى أن الطاقم الطبي لم يوفّر أي دعم نفسي خلال الفترة الممتدّة حتى مرحلة تنفيذ مشروع البحث بين عامي 2018 و2021. وتوضح إيرين مافي: "عادةً ما تتولى القابلات هذا الدور". ومن جانبنا، لاحظنا أن إحدى العيادات الرائدة تضم ضمن طاقمها أخصائيًا نفسيًا."

سبل التحسين

تعتبر علياء نفسها محظوظة، إذ وجدت لدى طبيبها أذنًا صاغية ومتفهمة. على الرغم من أن تجربة المساعدة الطبية على الإنجاب (AMP) أصبحت وراءها، إلا أنها لا تزال تستشير طبيب النساء ذاته.

يمر كل زوجين بهذه التجربة بطريقة مختلفة، والنساء اللواتي وافقن على المشاركة في هذا المقال يصررن على اقتراح سبل لتحسين الوضع.

يمر كل زوجين بهذه التجربة بطريقة مختلفة، والنساء اللواتي وافقن على المشاركة في هذا المقال يصررن على اقتراح سبل لتحسين الوضع.

تعاني كل من أمل وعلياء من الانتباذ البطاني الرحمي (Endométriose)، وتطالبان بزيادة التوعية، وتحسين الرعاية الطبية، وتشخيص مبكر لهذه الحالة التي قد تسبب العقم.

تركز علياء، التي كانت تعمل محللة مالية، على عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية: تقول: "شعرتُ أنني محظوظة جدًا، فقد كان بإمكاني الغياب عن عملي، ولم يكن لذلك أثر مالي كبير علينا، وعائلتي لم تطرح عليّ أي أسئلة. هذا ليس حال الجميع، وقد لاحظت ذلك في غرف الانتظار. […] يجب توفير إجازات سرية لإجراء التلقيح المخبري ويجب زيادة القدرة الاستيعابية في المستشفيات العامة. على مستوى التأمين، يجب توزيع مخاطر العقم. تحديد التعويض حتى سن الأربعين، أمر مبكر جدًا! يجب أيضًا غرس قيم لدى النساء تتيح لهن التخطيط لحياة تتجاوز الأمومة."

وتضيف علياء أنها استطاعت تجاوز هذه التجربة بهدوء لأنها قادرة على "تحقيق الذات بطريقة أخرى غير مشروع الطفل". تقول: "كان بإمكاني متابعة المساعدة الطبية على الإنجاب، لكنني لم أرغب في إجهاد جسدي. كنت قادرة على أن أحب بطريقة مختلفة."

أما السؤال حول ما إذا كانت المساعدة الطبية على الإنجاب تحرر المرأة حقًا، فهو سؤال تطرحه إيرين مافي: "في الوقت نفسه، تمكّن التقنيات الحديثة من حل مشاكل العقم لدى بعض النساء، لكنها في المقابل تعزز الأدوار التقليدية للجنسين، حيث تقع على المرأة مسؤولية الإنجاب. هناك هذه الثنائية المتناقضة."

* اسم مستعار

تم إنجاز هذا المقال بدعم المكتب التونسي لمؤسسة "روزا لوكسمبورغ".

لويز أورات

لويز أورات

لويز أورات صحفية فرنسية. تتقن اللغة العربية وقد عملت في مصر، بالإسكندرية، بين عامي 2021 و2023 لصالح عدة صحف ومجلات فرنسية (Reporterre، Réforme، Middle East Eye). وهي حالياً مقيمة في تونس، في جزيرة جربة.

مقالات ذات صلة

مَن أنتَ يا خوف؟ مَن أنتَ يا أمل؟ عن معنى "الفراغات العامة" في حياة النساء
آراء

مَن أنتَ يا خوف؟ مَن أنتَ يا أمل؟ عن معنى "الفراغات العامة" في حياة النساء

مُساهِمة مع ميدفيمينسويّة
3 مايو 2023
595

أنا باحثة، ثلاثينية، مصرية، من مبادرة "ذا سكس توك بالعربي"، شغوفة بالعمران والنسوية، أمارس المقاومة كجزء أساسي من حياتي اليومية....

Souad Triki : « Le travail invisible est propre à la condition féminine des temps actuels »
تحقيقات

Souad Triki : « Le travail invisible est propre à la condition féminine des temps actuels »

ألفة بلحسين
15 فبراير 2022
301

Économiste, féministe et militante de gauche, la Tunisienne Souad Triki est l’autrice de la première étude en Afrique sur le...

فلسطين: بالنطف "المحرّرة"... يصبح المستحيل ممكناً

فلسطين: بالنطف "المحرّرة"... يصبح المستحيل ممكناً

9 يناير 2023
182
مسلسل رمضان - سكّر ويسار... أخطاء النساء غير المغفورة! - سوريا

مسلسل رمضان - سكّر ويسار... أخطاء النساء غير المغفورة! - سوريا

5 أبريل 2024
119

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

J'accepte les termes et conditions et la Politique de confidentialité .

Medfeminiswiya

ميدفيمينسوية شبكة نسوية متوسّطية تجمع ما بين النساء الصحافيات العاملات في مختلف بلدان البحر المتوسّط

النشرة الإخبارية


    تابعينا

    تصفّح/ي المواضيع


    • تحقيقات
    • ملفّاتنا
    • تقاريرنا
    • تحركات
    • شخصيّات
    • آراء

    • إنتاجات
    • بصريّات
    • كتب وأفلام
    • ميديا
    • سياقات الدول
    • بلوغ
    • من نحن
    • شبكتنا
    • شركاؤنا
    • انضمّي إلينا
    • ميثاقنا الصحافي
    • الإشعار القانوني

    © 2025 ميدفيمينسوية - الشبكة المتوسّطية للإعلام النسوي

    • it VO
    • fr Français
    • en English
    • ar العربية
    • تحقيقات
    • تحركات
    • شخصيّات
    • إنتاجات
    • آراء
    • ميديا
    • سياقات الدول
    • بلوغ
    No Result
    View All Result

    © 2025 ميدفيمينسوية - الشبكة المتوسّطية للإعلام النسوي

    Welcome Back!

    Login to your account below

    Forgotten Password?

    Retrieve your password

    Please enter your username or email address to reset your password.

    Log In

    Add New Playlist

    Ce site n'utilise pas de cookies. This website does not use cookies. هذا الموقع لا يستخدم ملفات تعريف الارتباط.