هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية)
هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية)
عام 2022، نشرت الإيطالية ماريلو أوليفا التي سبقت أن ألّفت كتاب "الأوديسة" كما روتها بينيلوب وسيرسيه وكاليبسو والشخصيات الأخرى النسائية في الأساطير، كتاب "إنياذة ديدون، لوحة عن مسارنا النسوي الكامل".
ها هي الملكة القرطاجية التي هربت من لبنان تكشف لنا أخيراً قصتها التي تتناوب في سردها مع جونون التي تقوم بحمايتها، ومع فينوس أم اينياس، وجميعهن إلهات قويات مليئات بالنزوات، ولا تتوقف الواحدة منهن عن شن الحروب على الأخريات.
فبعد سنوات من الترمل والعزلة، شعرت ديدون الجميلة بعودة الحياة إلى الشعلة القديمة التي كانت تعتمل في داخلها من أجل البطل الطروادي المنفي الذي طلب منها أن تأويه، كما تعلقت بابنه الصغير آسكانيه الذي أيقظ في داخلها مشاعر أمومية عميقة.
تواجه هذه المرأة الشجاعة المليئة بالخبث مغامرات خارقة ما بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط في قصة مليئة بالتقلبات التي لا مثيل لها وباللحظات المؤثرة التي تعجّ بالحميمية.
نهاية ديدون التعيسة في رواية فرجيل كما تفسر المؤلفة في الملاحظات التي تضعها في نهاية النص تركت لديها إحساساً دائماً بعدم الانسجام: "امرأة مثل ديدون على هذا القدر من القوة والتصميم والاستقلالية، ورغم أنها استطاعت أن تحكم الشعوب، وأن تهرب من أخ قاتل وشهواني، كيف يمكن لها أن تقتل نفسها من أجل رجل كان كما عرفنا منذ البداية مجرد رجل عابر؟ إن كانت الأسطورة ترسم ملامح الواقع، فإن أولئك الذين أعادوا كتابة الأسطورة يركضون في بعض الأحيان وراء تصورات مثالية. أما التصورات المثالية التي لديّ فهي أن أقدّم لديدون فسحة من الحظ تسمح لها بأن تؤكد ذاتها. وهذا في الواقع ما أتمناه لأي امرأة".
فيديريكا آراكو صحافيّة إيطاليّة عملت على مدى تسع سنوات كمحرّرة ومترجمة في النسخة الإيطاليّة لموقع Babelmed. ترأّست فيديريكا التحرير في المجلّة الموسميّة “The Trip Magazine” المتخصّصة بالسفر والتصوير. لفيديريكا مساهمات في مجلّات إيطاليّة أخرى أيضاً، كـ Left, LiMes, Internazionale,. غالباً ما تتابع وتغطّي قصصاً وتطورّات تتعلّق بقضايا الجندر، والنسويّة، والتعدّدية الثقافيّة، والتهميش، والهجرة، والبيئة، والتنمية المستدامة. منذ عام 2016، بدأت فيديريكا بنشر صور من رحلات سفر عدّة قامت بها، وذلك على مدوّنتها الشخصيّة هنا.
© 2023 ميدفيمينسوية - الشبكة المتوسطية للصحافة النسوية