تحركات

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لم تنجُ أي فئة عمرية من دوامة النزوح والتشريد. لكن النساء الكبيرات في السنّ كنّ من بين الفئات الأكثر تضرراً، نتيجة الإهمال، والإرهاق الجسدي، وتدهور حالتهنّ النفسية، في ظل غياب أبسط مقومات الرعاية الإنسانية.

بعد سنوات من الاعتقال في سجون النظام السوري السابق، خرجت النساء الناجيات مثقلات بندوب، ليجدن أنفسهن في مواجهة صمت مجتمعي وعدالة مؤجلة. في هذا التقرير، تروي معتقلات سابقات كيف تحوّلت معاناتهن إلى فعل نضالي، يطالب باعتراف رسمي، ومحاسبة عادلة، ومشاركة فعّالة في مسارات العدالة الانتقالية.

بينما تتخبط إيطاليا أمام مسائل الهوية الوطنية، عاد حق الانتماء إلى الواجهة من باب تطورين حديثين أثارا الجدل. من خلال نقل أصوات المهاجرات مثل فانيسا ورُوث، يتناول هذا المقال الأبعاد العاطفية والقانونية والاجتماعية لحق الجنسية في إيطاليا. تُسلّط مثل هذه القصص الضوء على أوجه عدم المساواة المترسخة في النظام، والحاجة المُلِحّة لإعادة النظر في معنى أن تكوني إيطالية في مجتمع مُتغيّر كالواقع الذي نعيشه.

مع الانقطاع شبه الكامل لوسائل العيش نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وتوقف الكهرباء والوقود، لجأ السكان إلى صناعة أفران الطين كحل بديل لإعداد الخبز. أما النساء، فقد وجدن في هذه الأفران وسيلة للبقاء، وحوّلنها إلى مصدر رزق لهن ولعائلاتهن.

على وقع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لجأتْ العديد من الفلسطينيات إلى مصر هرباً من الموت. وهناك، وجدن في نساء مصر حضناً دافئاً يُخفف عنهن الألم، وفرصةً جديدة للنجاة، غالباً بفضل جهود فردية ومبادرات نسائية محليّة.

في فيلمها الوثائقي القصير "أجساد على الهامش"، تصحبنا المخرجة الشابة ماريا غُفري في رحلة حميمية تمتد على مدار 38 دقيقة، نتعرّف خلالها على أربع نساء عربيات من أجيال مختلفة، لكل واحدة منهن حكاية خاصة مع جسدها، كيف تشكّل بفعل التجربة، وكيف شكّلها هو بالمقابل. تنطلق ماريا غُفري من مقاربة شجاعة وعاطفية، تفتح من خلالها فضاءات جديدة للسرد النسوي العربي، وتمنح النساء مساحة لتأمل ذواتهن من الداخل.

في ظل الحرب المستمرة والأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، تواجه النساء الفلسطينيات تحديات قاسية في العمل والمعيشة، حيث يضطررن للعمل لمواجهة الفقد والظروف القاسية، في معركة يومية لتأمين لقمة العيش وسط القيود الاجتماعية والاقتصادية التي تفرض عليهن.

بعد سقوط نظام الأسد، تواجه السوريات تحديات جديدة بشأن حقوقهن في الدستور القادم، خاصة مع صدور الدستور المؤقت الذي يمهد له. لم تعد هذه الحقوق مجرد شعارات، بل امتداد لتجاربهن اليومية، ما يستدعي مراجعة القوانين التمييزية لضمان مستقبل أكثر إنصافاً.

تُعدّ لورا شيما، وهي فيلسوفة وسياسية ومدرِّسة وكاتبة، الممثلة الرئيسية للحركة النسوية البيئية (الإيكوفيمينيزم) في إيطاليا. على مدار خمسين عاماً، ناضلت بلا انقطاع من أجل حقوق النساء وحماية كوكب الأرض. بدأت مسيرتها النضالية في ثمانينيات القرن الماضي، حيث ساهمت في ظهور أولى القوائم الخضراء (المعنية بحماية البيئة) خلال الانتخابات، وانخرطت في النضال ضد استخدام الطاقة النووية ومن أجل سلامة البيئة. في عام 1987، انتُخبت نائبة لأول مرة، وأصبحت رئيسة أول كتلة برلمانية خضراء ذات أغلبية نسائية. اليوم، تواصل لورا شيما عملها التوعوي من خلال مدونتها وموقع "الإيكوفيمينيزم والاستدامة" الإلكتروني. وفي عام 2017، نشرت بالشراكة مع فرانكا ماركومي كتاب "الإيكوفيمينيزم في إيطاليا: جذور ثورة ضرورية".

بدأ النضال من أجل إنقاذ الكوكب وربطه بحقوق المرأة يهز العالم منذ سبعينيات القرن الماضي. ومع ذلك، تُظهر العديد من الأعمال والمنشورات، قديمها وحديثها، أن النسويات الإيكولوجيات كنّ في الأصل ساحرات، نساء يمتلكن قوة لا تقهر،(1) رغم محاكم التفتيش التي استهدفتهن باسم مكافحة البدع والسحر والهرطقة.