ملفّاتنا

بين التقدّم والانتكاسات، لا تزال معركة النساء في منطقة البحر الأبيض المتوسط من أجل الحقوق الجنسية والإنجابية بعيدة عن أن تُحسم. يستعرض هذا التقرير الجديد نضال النساء على ضفّتَي المتوسط لاستعادة السيطرة على أجسادهن.

في المغرب، ما يزال الإجهاض مُجرَّمًا بموجب القانون الجنائي، ما يدفع عددًا كبيرًا من النساء والفتيات إلى اللجوء لطرق غير آمنة لإنهاء الحمل، فتتعرّض كثيرات منهن لمضاعفات صحية خطيرة قد تصل أحيانًا إلى الوفاة. ورغم تسجيل مئات حالات الإجهاض السري يوميًا، لم يطرأ أي تغيير على الوضع القانوني، فيما تواصل الجمعيات الحقوقية المطالبة برفع التجريم وضمان حق النساء في إنهاء الحمل في ظروف آمنة وصحية، بعيدًا عن خطر الملاحقة أو الاعتقال.

في السادس والعشرين من أيلول/سبتمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لوسائل منع الحمل. ورغم ذلك، ما تزال فتيات ونساء كثيرات عاجزات عن الوصول إلى الوسيلة التي يفضلنها وتناسب احتياجاتهن، ليس في هذا اليوم فحسب، بل طوال العام. وفي صربيا، ورغم توافر وسائل منع الحمل من حيث المبدأ، فإن محدودية الدخل وغياب المعلومات الموثوقة يجعلان الاستخدام المنتظم والآمن لوسائل منع الحمل بعيد المنال بالنسبة لعدد كبير من النساء.

في المخيال الجمعي الجزائري، تبقى جنسانية النساء محصورة داخل ثلاثية الزواج والأمومة والصمت. هذا التحقيق يستكشف مناطق الصمت المفروض، حيث تتحوّل المتعة إلى فعل مقاومة، خصوصًا لدى النساء الأكثر تهميشًا... النساء ذوات الإعاقة.

على الرغم من أن الإجهاض ما يزال قانونيًا في تركيا، فإن الوصول إليه يزداد صعوبة عامًا بعد عام. وفي ظل صعود النزعة المحافظة والسياسات الداعمة للإنجاب، تحوّلت أجساد النساء إلى ساحة صراع سياسي، تتنازعها الدولة بمفهومها المثالي للأسرة، في مقابل سعي النساء إلى الاستقلالية الإنجابية.

في تركيا، الإجهاض هو حقٌّ مكفول في القانون لكنه شبه غائب في حياة النساء. وبالنسبة للاجئات السوريات، تُحوِّل العوائق القانونية والضائقات الاقتصادية والضغوط الدينية حريةً مكفولة إلى قرارٍ مستحيل، ما يدفع كثيرات إلى الإنجاب قسرًا.

في شمال إفريقيا وخارجها، أصبحت تونس خلال سنوات قليلة وجهة معروفة للأزواج الباحثين عن خدمات المساعدة الطبية على الإنجاب. تكشف تجارب المرضى/ات بوضوح عن المعايير الجنسانية والتجربة الصعبة للعقم، بالإضافة إلى العواقب الاقتصادية والاجتماعية، خاصة على النساء.

لم تقتل الحرب الإسرائيلية على غزة الأجساد فحسب، بل امتدّت يدها إلى الأجنّة المجمّدة، وهي ما تزال مجرّد خلايا محفوظة في خزّانات النيتروجين. لم تُنهِ إسرائيل حياة تلك الأجنّة فقط، بل أغلقت آخر نوافذ الأمل أمام عائلاتٍ كثيرة كانت تتشبّث بحلم إنجاب طفلٍ يومًا ما.

ما زالت نساء مصر يعانين من الإنجاب القسري، في سياق مجتمع يكرّس فكرة الإنجاب كمسؤولية نسائية بحتة، مع تحديات قانونية وثقافية وإعلامية تفرض قيودًا على حقهن في تقرير مصير أجسادهن. وفي وجه قيم تقليدية صارمة، تسعى مبادرات مجتمعية إلى تمكين النساء، وإشراك الرجال كشركاء مسؤولين، لتخفيف العبء الصحي والاجتماعي، وخلق وعي جديد.

كل عام في إيطاليا، تُنهي حوالي 63 ألف امرأة حملهن، خاضِعات لعملية طويلة ومؤلمة مليئة بالإذلال والحكم المسبق. تضطر العديد من النساء إلى السفر بتكاليف باهظة أو اللجوء إلى إجراءات سرية نتيجة رفض مقدمي الرعاية الصحية لأسباب ضميرية، في حين تحاول الجماعات الكاثوليكية المتشددة، الموجودة في أقسام أمراض النساء والعيادات، بكل الوسائل الممكنة ردع من قررن إجراء الإجهاض.