هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: English (الإنجليزية)
مشاركة من مبادرة "ذا سكس توك" لموقع "ميدفيمينسوية"
بقلم نوران المرصفي- ناشطة وكاتبة مصرية
هل فكّرتِ يوماً في المساحات التي تشغلينها؟ هل فكرتِ في إعطاء تلك المساحات أسماء مثلاً؟ أو ربما حاولتِ فهم مشاعرك تجاهها؟ أعلمُ أنها أسئلة مفاجئة، وربما عبثية، لكنني بصدد تعريف مفهوم ما أسمّيه "مساحات الخوف" ونقيضها، أي "مساحات الأمل"، وعلاقتها بنا كنساء، والغوص أكثر في كيف تُشكُّلنا هذه المساحات وكيف نشكّلها، ومدى ارتباطها بمشاعرنا وعلاقاتنا بأجسادنا والعالم من حولنا. وسأتحدّث على طول هذا النص من منظور شخصي وتأمّلي.
أنا باحثة، ثلاثينية، مصرية، شغوفة بالعمران والنسوية، أمارس المقاومة كجزء أساسي من حياتي اليومية وأنا عضوة مؤسِّسة في مبادرة "ذا سكس توك بالعربي". بدأتُ أفكر فى تعريف المساحة بعدما طرحتْ على إحدى الزميلات سؤال، هو: "ما هي المساحات المتاحة للنسويات للمشاركة فى الفراغ العام؟!"
مفهوم "الفراغ العام"
استوقفني السؤال لوهلة. فهي طرحتْه باللغة الإنجليزية، وجعلني السؤال نفسه أسأل، ماذا تقصد هذه الزميلة بـ"الفراغ العام"؟ عن أي فراغ تتكلّم؟ ربما كانت تقصد المجال العام؟ فالتعريف سيختلف بين الحالتين، وأنا أعلم جيداً، كوني عمرانية، أنه لا يوجد للفراغ حدود لكي يتم تقسيمه إلى مساحات تخص النساء وأخرى لا تخصهنّ. لكنّني أعلم أيضاً أن "الفراغ العام"، كما استنتجته، لا يسعُني كناشطة نسوية، لا لضيقه طبعاً، إنما لانعدام قدرتنا على التواجد فيه بسبب القيود السياسية والاجتماعية الكثيرة، ولكون كل المساحات التي نحاول الوجود فيها هي "محدودة". فهل من "فراغات عامة" للنساء؟
تعلّمتُ أن "الفراغ العام" في الواقع يتمثل فى أي فراغ غير مبني، ذي ملكية عامة، حيث يُكفل للجميع الحق فى التواجد والاستخدام من دون إقصاء أو تمييز أو شعور بالحرج أو الخوف. ومن خلال ممارستي السياسية، تعلّمتُ أن المجال العام هو مثيل للفراغ العام، مع فارقٍ مهم هو أنه غير مشروط بحدود مبنية، وهو يعبّر عن أساليب التواصل ومدى التمتّع بالحرية والقدرة على التعبير عن الذات.
فى الحالتين، سيظل تواجدي فى الفراغ العام أو المجال العام مساحةً شخصية انتزعتُها وتموضعت فيها. وهنا أستخدم كلمة "انتزاع" لأن تلك المساحة في الحقيقة ليست عامة، ولأنني أبذل مجهوداً يومياً لضمان وجودي فيها، ولأننى دائماً ما أخاف من خسارتها ومن وجودي فيها، في آنٍ واحد.
هنا، وفي هذه اللحظة بالذات، خطر في بالي مفهوم "الخوف" وشعوره. تيقّنت من أن فراغاتنا كنساء ليست عامة بالمطلق، لأنها دائماً مُحاطة بالخوف، "محدودة" به. وجدتُنى أردّ على زميلتي متهكّمةً: "عزيزتي، فراغات النساء في العموم والنسويات بالأخص، في سياقنا المحلي، هي فراغاتُ "خوف". ليست فراغاتٌ عامة إذن، ولذلك، علينا خلق مساحاتنا الخاصة في محاولةٍ لانتزاع "الفراغ"... لكن مهلاً، ما هو الخوف بالتحديد، وكيف تعلّمتُ معناه؟
تيقّنت من أن فراغاتنا كنساء ليست عامة بالمطلق، لأنها دائماً مُحاطة بالخوف، "محدودة" به
لنبدأ من الخوف… مَنْ أنتَ أيها الخوف؟
لفتراتٍ طويلة، ظلّ الخوف من أقوى المشاعر التي كانت تحرّكني. فأنا لا أتذكّر متى شعرتُ بدافعٍ غير الخوف يحضّني على القيام بأي خطوة مهمّة في حياتي، أكانت بسيطة أو صعبة. مثلاً، اعتدتُ اختيار ملابسي مدفوعةً بالخوف من وصم اجتماعي مرتبط بجسدي وقدرتي على إظهار مفاتنه أو عيوبه. خفتُ ألا أكون طالبةً مثالية وألا ألقى رضا والدتي، فتخلّيت عن النوم لأيام كي أواظب على الدراسة لساعاتٍ طويلة وألتحق بكلية الهندسة. لمَ الهندسة؟ خوفاً من عدم الالتحاق بنقابةٍ تقدّم خدمات جيدة. ولأن الفتيات لا يدرسن الهندسة الميكانيكية، درستُ العمارة، خوفاً من الوصم المرتبط بالمهندِسات النساء واتهامهن بأنهن أشبه بالرجال.
هل تركني الخوف هنا؟ أبداً. كان فى منتهى الوفاء. فكم من علاقات مؤذية بقيتُ فيها خوفاً من الخسارة؟ إلى ذلك، تخلّيتُ عن السهر والخروج لوقتٍ متأخّر مع الأصدقاء، خوفاً من التواجد فى الشوارع ليلاً. والخوف لم يتركني حتى في منزلي، حيث كنتُ أخاف من التصريح برأيي، أو الإفصاح عن حقيقة أن لي رأي في الأساس! لم أُرد الخوض في كيفية تكويني لآرائي أو الكتب التي كنتُ أقرأها أو توجّهاتي النسوية، ولم أرد حتى الدخول في نقاش قد يثبت بشكلٍ ما أنني أرى أن لذاتي قيمة.
خفتُ حتى من الإيمان بأنني إنسانة متحققة. وخفت من مواقف أخرى كثيرة، إلى أن اتّخذت من الخوف رفيقاً لدربي. فسيطر الخوف على جميع الفراغات العامة التي أعرفها، حتى أنه عكّر صفو المجال العام من حولي، فصرتُ أخشى التصريح برأي أو الاعتراض علناً. وهنا بدأتُ بتعريف مساحات الخوف (وعلي تنبيهكن/م إلى أنها بالفعل كثيرة!).
مساحات الخوف بمفهومي، هي مساحات يشعر فيها الإنسان، لا سيما المرأة، بعدم الارتياح. قد يشعر بأن هناك من يراقبه، وأن كل فعل يقوم به أو كلمة يقولها يمكن أن تشكّل سبباً للحكم عليه وإدانته إلى الأبد. وقد تكون سبباً فى فتح جدالٍ طويل مُرهق نفسياً. مساحات الخوف هي أيضاً المساحات التي يخشى الإنسان فيها الخسارة. استوقفتني فكرة "الخسارة" للصراحة، وسألت نفسي: نحاول دائماً الوصول إلى مساحات أوسع وخلق مساحات لنا؛ لكن إن لم نمتلك شيئاً، إن لم أمتلك أنا شيئاً، هل سأظل أعاني من الخوف، والخوف من الخسارة بالتحديد؟ هل أنا مستعدّة لخسارة ما أمتلك من مكانة وحقوق وإيمان بقضايا من أجل مكسب أشمل؟
"إن لم نمتلك شيئاً، إن لم أمتلك أنا شيئاً، هل سأظل أعاني من الخوف، والخوف من الخسارة بالتحديد؟"
مساحات "بديلة"
وأنا أبحثُ عن مساحات أملٍ بديلة في مواجهة مساحات الخوف، ضغطتُ زراً عام 2018 بهدف الانضمام إلى مجموعة مغلقة على فيسبوك اسمها "ذا سكس توك بالعربي"؟ هل انتابكن/م الشعور نفسه الذي انتابني حين قرأتُ الاسم؟ أي ذاك الشعور الذي ترافقه تلك الابتسامة البلهاء الممزوجة بالكسوف والفضول والحماسة والشغف...
شعرتُ يومَها بمزيجٍ من الحماس والخوف في الوقت ذاته. لكن شجاعةً إلكترونية ساذجة ساعدتني في كتابة تعليقٍ على منشور أعرّف فيه عن نفسي أمام مجموعةٍ من النساء اللواتي لا أعرفهنّ. هل تكون هذه مساحة خوف جديدة؟
تحدّيتُ خوفي، وشرعتُ أقرأ المحتوى المنشور. أخذت عيناي تدمعان، ثم تلمعان. تدمعان وتلمعان. فما رأتاه أخيراً كان معلومات مفيدة عن الصحة والحقوق الجنسية "بالعربي"، لا بالعامية المصرية أو لكنات عربية دارجة أخرى. معلومات عن مهبلي وفرجي اللذين كنت أخاف ذكر اسميْهما، أو دعيني أقولها كما نقولها نحن نساء المجموعة، معلومات عن كسّي... أخيراً وجدتُ نساءً مقتنعات بأن هذه الكلمة ليست مسبة.
لحظةَ ضغطتُ على ذلك الزر، لم أكن أعرف أنني بتحدّي الخوف وقتها، سأبدأ رحلة المشاركة في تكوين هذه المجموعة النسوية الكويرية الراديكالية المُلهمة.
بعد عامٍ تقريباً من محاولاتٍ لبناء الثقة ومشاركة الخبرات وخلق تأثير في حيوات النساء داخل هذه المساحة، كان على المبادرة أن تتوسّع وتنشئ مساحات أمل أوسع أيضاً. صار علينا أن ننشر المعلومات بشكل غير سرّي، فتستفيد منها نساء أكثر. فهي لا يجب أن تبقى مجموعة مغلقة، وآن الأوان لتكون ما يجب أن تكون، أي أداة للمقاومة، ووسيلتنا للناشطية النسوية.
وعليه، قرّرتْ مؤسِّسة المبادرة "فتح" الآفاق وتم إنشاء صفحات للمجموعة على فيسبوك وإنستغرام وتويتر، وباتت الصفحات تنشر محتوى عربي نسوي عن الجنس والجنسانية والصحة والحقوق الجنسية في وقتٍ كانت المبادرات النسوية عموماً، نادراً ما تتطرق لمواضيع مثل الإمتاع الذاتي أو حقوق مجتمع الميم-عين وغيرها من المسائل، وذلك بالتعاون مع الكثير من المتطوّعات اللواتي ساعدنَ في وصول الصفحات إلى ما هي عليه اليوم والانتشار بشكل أسرع وأكبر، ما شكّل مدعاةً للفخر، والخوف أيضاً.
خلال فترة انتشار المبادرة، قرّرتُ المشاركة وبقوة أكبر وأوضح. كنتُ خائفة من التبعات طبعاً، لكنني واظبتُ على رغبتي في المساهمة وشاركتُ من خلال عملي في مجالات التصميم والرسم وإنتاج المحتوى البصري. لم يكن وجهي يظهر أبداً على أي منتج أو مادة. لكنّني فكّرت، ماذا عن المؤسِّسة؟ ألا تشعر بالخوف؟ هل شعرت بالخوف من ظهورها مثلاً؟ هل شعرت بالخوف من أن يعرف العالم أنها هي وراء هذا المحتوى؟ كيف كان شعورها في أولى لحظات ظهورها في "الفراغ الإلكتروني" للتحدّث عن حقوق النساء الجنسية؟ تواردت كل هذه التساؤلات إلى خاطري وقلتُ لنفسي جازمةً: لا بد من أنها هي أيضاً تشعرُ بالخوف.
الخوف؟ "إنتَ تاني؟! وهل تنتهي مساحات الخوف بمجرد تواجدنا في مساحات بديلة أصلاً؟ الإجابة هي لا، للأسف. فمساحات الخوف باقية ما دمنا باقيات، وهي ممثّلة فى كل المساحات خارج مساحات الأمل، تهددنا وتهدّد مساحاتنا البديلة.
الأختيّة العفوية في مواجهة الخوف
بمجرّد خروجنا من مساحات الأمل التي نراها آمنة إلى المساحات الأوسع، لا نسلم. لا من محاولات إغلاق الصفحة ولا من التنمّر ولا من التحرّش الإلكتروني ولا من التهديدات بإبلاغ السلطات. هذا الخوف كان أكبر من الفراغ الافتراضي. فنحن جميعاً متطوّعات وعلينا العمل في مساحات أخرى لتأمين قوت يومنا. لذا، علينا دوماً أن ندرك ونتذكّر هشاشتنا ضمن الدوائر الاجتماعية التي لا ترحّب بالأفكار التي نناضل من أجلها. فبين عامَي 2018 و2021، لم أكن أجرؤ حتى على الإفصاح عن انتمائي إلى المجموعة في أماكن عملي لكي لا أتعرّض للتنمّر أو أخسر عملي.
لكننا ومذ قرّرنا الخروج من مساحات الأمان، وقرّرنا التصريح عن هويّتنا وتحدي مساحات الخوف والعنف المبني على النوع الاجتماعي في الفراغات الافتراضية، بدأتُ ألاحظ شيئاً يبعث فيّ الأمل، وصرتُ ألاحظ وجوده كل يوم في حياتي. هذا "الشيء" اسمه الأختية. الأختية التي تجمعنا نساءً وعضوات مؤسسات من خلال تكويننا العفوي لها، تلك الأختية المبنية على الإيمان بمبادئ قيميّة وحقوق النساء وتنوّعهن. شجّعْنا نساء أخريات للعمل معنا والمساعدة في تحدّي معايير النشر المُحافظة وضمان الاستمرارية، رغم قلة الموارد المادية، وهذا ما حصل. اجتمعنا من دون أن نتقابل حتى أو نعرف ملامح بعضنا، فتشكّل ما أسمّيه "الأختية العفوية".
بعد هذه المرحلة، ظننتُ أن الخوف سينتهي. لكن ما حصل عقب الانطلاقة الواسعة أنذرني ببروز نوعٍ جديد من الخوف. ذاك الخوف الذي ينبع من إحساس بالمسؤولية، ومن مزيج من المسؤوليات، على رأسها المسؤولية الموضوعة علينا كفريق قيادة للمبادرة، لتقرير ما ينبغي علينا أن نفعله مثلاً، وكيفية تأمين مصادر التمويل وكيفية ضمان ديمومة الإنتاج المعرفي، وأمان المشارِكات، والتعامل مع الأسئلة الصعبة.
"كيف نوحّد أسلوبنا في طرح القضايا، مع ضمان التمثيل العادل لاختلافاتنا واحتفالنا بتنوّعنا وفردانية كل واحدة منّا؟"
كيف نوحّد أسلوبنا في طرح القضايا، مع ضمان التمثيل العادل لاختلافاتنا واحتفالنا بتنوّعنا وفردانية كل واحدة منّا وتميّزنا كمجموعة؟ هل نغيّر أسلوبَنا ليكون أقل راديكالية من أجل ضمان سلامة إلكترونية وأمنية في دولٍ وضعُها السياسي (والبوليسي) شائك؟ هل نتمادى في طرح مسائل صادمة للمجتمعات الناطقة بالعربية؟ هل نُجهِل هوياتنا أثناء الكتابة؟ هل نُشارك مصادرنا؟ هل قراراتنا ونقاشاتنا اليومية ستؤثر في العضوات المتطوّعات أنفسهن، وفي سلامتهم النفسية والأمنية؟
اتفقنا أن ناشطيّتنا تكمن في أسلوبنا الراديكالي وفي مبادرتنا إلى الطرح الجريء تحدياً للصمت الذي يشجّع على العنف ضد النساء. واتفقنا أن الأمن والرفاه والصحة النفسية الخاصة بالعاملات في المؤسسة أمور أساسية لا يمكن التنازل عنها. وبالتالي، كنّا، من حيث لا ندري، نضع خطةً لتحدّي الخوف بشكل ممنهج، إذ قرّرنا كفريق اتخاذ بعض الإجراءات في التعامل مع الفراغ الإلكتروني ومخاطره علينا.
بدأنا بتدريب العضوات على الأمان الرقمي والتأكد من أن الجميع على دراية كافية بكيفية التعامل مع الهجمات الإلكترونية، كما عملنا على تطوير سياسات آمنة تشاركية تعكس أطر التعامل مع المنصّة والهجمات، وفقاً للموقع الجغرافي. بذلك، حوّلنا تفكيرنا في التكنولوجيا بوصفها وسيلة خطر إلى التفكير بها بوصفها وسيلة يمكن أن تكون آمنة لنا، لا مصدر تهديد، وذلك من خلال استخدامنا برامج تساعد في منع اختراق المنصّة. كما بادرنا إلى خلق موقع إلكتروني خاص بنا لضمان أمن جميع المشاركات والحؤول دون وصول أي متربّص/ة إلى الصفحات الشخصية للعضوات.
أهذا كل شيء وانتهينا؟ قطعاً لا. فنحن ما زلنا نحاول امتلاك تلك "الفراغات" ونشر مساحات الأمان للوصول إلى عدد أكبر من النساء وأفراد مجتمع الميم-عين لتثبيت حقهم/ن في امتلاك المساحات وتعزيزه.
في الختام، أنا لا أعلم ما إذا كانت الخطوات التي اتّخذناها كافية للقضاء على الخوف، لكن ما أنا متأكّدة منه هو أن المقاومة جزء من حياتنا اليومية، ولا مفرّ منها. هي نتاج محاولاتنا اجتياز مساحات الخوف وأحساسيس الخوف. فيا أيّها الخوف، أنا في الواقع ممتنة لك بشكل شخصي وعميق. شكراً لأنك دائماً ما كنتَ تدفعني نحو آفاق لم أكن أعلم أنني أستطيع أن أتحقّق بها. وها أنا أتحقّق...
قراءات إضافية أنصحُ بها:
أشكال التهميش الرقمي للنساء بين الابتزاز والإسكات العام, مركز المستقبل, هدير أبو زيد
Kämmerer, A. (2019) The scientific underpinnings and impacts of shame, Scientific American.
المجال العام من الواقع الفعلى إلى العالم الافتراضى : معايير التشكل والمعوقات, المركز الديمقراطى العربى
عبد الهادي سحر إسماعیل محمد (2018) الأبعاد الاجتماعية والتکنولوجية وتأثيرها على تشکيل الفراغات العمرانية بالمدن (دراسة حالة الفراغات العمرانية بالإسکان الحکومي)
مجال عام، ويكي جندر
Manion, Jennifer C. “Girls Blush, Sometimes: Gender, Moral Agency, and the Problem of Shame.” Hypatia, vol. 18, no. 3, 2003, pp. 21–41. JSTOR