• it VO
  • fr Français
  • en English
  • ar العربية
من نحن
  • تحقيقات
    • جميع المواد
    • تقاريرنا
    • حول العالم
    • ملفّاتنا
    في المغرب: 600 حالة إجهاض يوميًا.. أرقام مقلقة وقصص مأساوية

    في المغرب: 600 حالة إجهاض يوميًا.. أرقام مقلقة وقصص مأساوية

    نيبال الهسي: أمّ بلا يدين تحارب لتستعيد ابنتها وحياتها في غزة

    نيبال الهسي: أمّ بلا يدين تحارب لتستعيد ابنتها وحياتها في غزة

    العناق الأول: نساء غزة يستقبلن أبناءهن وأزواجهن المحرَّرين

    العناق الأول: نساء غزة يستقبلن أبناءهن وأزواجهن المحرَّرين

    النساء ضد المافيا: متمردات وشاهدات وضحايا 3/3

    النساء ضد المافيا: متمردات وشاهدات وضحايا 3/3

    رغبة محاصرة: الجنسانية الأنثوية في الجزائر بين الصمت والمواجهة

    رغبة محاصرة: الجنسانية الأنثوية في الجزائر بين الصمت والمواجهة

    المواضيع

    • فنانات
    • النسوية الإيكولوجية
    • نساء تعشن في الشارع وتعتَشن منه
    • المرأة والجسد
    • المرأة والرياضة
    • النساء و السينما
    • مسلسل رمضان
    • النساء والحرب
    • نساء على الهوامش
    • حرية الصحافة من وجهة نظر صحافيات
    • فقر الدورة الشهرية
    • النساء و السجن
    • نساء ريفيات
    • البيوت الآمنة
    • العبور
    • إجهاض وحقوق جسدية
  • تحركات
    ابتزاز النساء في مخيمات غزة: تصاعد العنف القائم على النوع الاجتماعي

    ابتزاز النساء في مخيمات غزة: تصاعد العنف القائم على النوع الاجتماعي

    "سمّوها_صح": حملة لتعديل قانون الجرائم الجنسية في لبنان

    "سمّوها_صح": حملة لتعديل قانون الجرائم الجنسية في لبنان

    في كرواتيا، يربط” صوت الصمت “بين المعرفة الجماعية والرعاية والإبداع

    في كرواتيا، يربط” صوت الصمت “بين المعرفة الجماعية والرعاية والإبداع

    غزة: دكتورة جامعية تنزح إلى المقبرة

    غزة: دكتورة جامعية تنزح إلى المقبرة

  • شخصيّات
    صوفي بسيس: الجسد هو أطول معارك النساء في الجنوب العالمي

    صوفي بسيس: الجسد هو أطول معارك النساء في الجنوب العالمي

    طالبة من غزة: "درستُ تحت القصف... ونزحت بحلمي"

    طالبة من غزة: "درستُ تحت القصف... ونزحت بحلمي"

    فاطمة أبو صليح: بطلة الظلّ في غزة

    فاطمة أبو صليح: بطلة الظلّ في غزة

    "أمي، بابا، احكيولي على الخصوصية": كتاب تونسي للأطفال للتوعية ضد العنف الجنسي

    "أمي، بابا، احكيولي على الخصوصية": كتاب تونسي للأطفال للتوعية ضد العنف الجنسي

  • إنتاجات
    • جميع المواد
    • بصريّات
    • كتب وأفلام
    من غزة إلى فينيسيا: صوت الطفلة هند رجب يخلّد للأبد

    من غزة إلى فينيسيا: صوت الطفلة هند رجب يخلّد للأبد

    مريم بريبري: اللباس التقليدي التونسي في مواجهة الرأسمالية

    مريم بريبري: اللباس التقليدي التونسي في مواجهة الرأسمالية

    مسرح من أجل العدالة: إيمان بلّان تدافع عن النساء من على الخشبة

    مسرح من أجل العدالة: إيمان بلّان تدافع عن النساء من على الخشبة

    "إخواتي" و"لام شمسية": نساء خارج قوالب الدراما العربية

    "إخواتي" و"لام شمسية": نساء خارج قوالب الدراما العربية

  • آراء
    من يسأل عن أحوال النساء في الشرق الأوسط؟

    من يسأل عن أحوال النساء في الشرق الأوسط؟

    نساء غزة يعشن أسوء كوابيسهن..."أريد أن أعود لحياتي ما قبل الحرب، لخصوصيتي وبيتي"

    نساء غزة يعشن أسوء كوابيسهن..."أريد أن أعود لحياتي ما قبل الحرب، لخصوصيتي وبيتي"

    رسائل تحت القصف… أن تفقد أمٌّ أبناءها الستة دفعة واحدة؟ (10)

    رسائل تحت القصف… أن تفقد أمٌّ أبناءها الستة دفعة واحدة؟ (10)

    رسائل تحت القصف - "لا كعكة لأطفالي في عيد ميلادهم" (9)

    رسائل تحت القصف - "لا كعكة لأطفالي في عيد ميلادهم" (9)

  • ميديا
    ديالا الهنداوي « أريد أن أرى منزلي في دمشق! »

    ديالا الهنداوي « أريد أن أرى منزلي في دمشق! »

    فقر الدورة الشهرية في مونتينيغرو

    فقر الدورة الشهرية في مونتينيغرو

    فقر الدورة الشهرية في فرنسا (1)

    فقر الدورة الشهرية في فرنسا (1)

    فقر الدورة الشهرية في إيطاليا

    فقر الدورة الشهرية في إيطاليا

  • سياقات الدول
No Result
View All Result
بلوغ
Medfeminiswiya
  • تحقيقات
    • جميع المواد
    • تقاريرنا
    • حول العالم
    • ملفّاتنا
    في المغرب: 600 حالة إجهاض يوميًا.. أرقام مقلقة وقصص مأساوية

    في المغرب: 600 حالة إجهاض يوميًا.. أرقام مقلقة وقصص مأساوية

    نيبال الهسي: أمّ بلا يدين تحارب لتستعيد ابنتها وحياتها في غزة

    نيبال الهسي: أمّ بلا يدين تحارب لتستعيد ابنتها وحياتها في غزة

    العناق الأول: نساء غزة يستقبلن أبناءهن وأزواجهن المحرَّرين

    العناق الأول: نساء غزة يستقبلن أبناءهن وأزواجهن المحرَّرين

    النساء ضد المافيا: متمردات وشاهدات وضحايا 3/3

    النساء ضد المافيا: متمردات وشاهدات وضحايا 3/3

    رغبة محاصرة: الجنسانية الأنثوية في الجزائر بين الصمت والمواجهة

    رغبة محاصرة: الجنسانية الأنثوية في الجزائر بين الصمت والمواجهة

    المواضيع

    • فنانات
    • النسوية الإيكولوجية
    • نساء تعشن في الشارع وتعتَشن منه
    • المرأة والجسد
    • المرأة والرياضة
    • النساء و السينما
    • مسلسل رمضان
    • النساء والحرب
    • نساء على الهوامش
    • حرية الصحافة من وجهة نظر صحافيات
    • فقر الدورة الشهرية
    • النساء و السجن
    • نساء ريفيات
    • البيوت الآمنة
    • العبور
    • إجهاض وحقوق جسدية
  • تحركات
    ابتزاز النساء في مخيمات غزة: تصاعد العنف القائم على النوع الاجتماعي

    ابتزاز النساء في مخيمات غزة: تصاعد العنف القائم على النوع الاجتماعي

    "سمّوها_صح": حملة لتعديل قانون الجرائم الجنسية في لبنان

    "سمّوها_صح": حملة لتعديل قانون الجرائم الجنسية في لبنان

    في كرواتيا، يربط” صوت الصمت “بين المعرفة الجماعية والرعاية والإبداع

    في كرواتيا، يربط” صوت الصمت “بين المعرفة الجماعية والرعاية والإبداع

    غزة: دكتورة جامعية تنزح إلى المقبرة

    غزة: دكتورة جامعية تنزح إلى المقبرة

  • شخصيّات
    صوفي بسيس: الجسد هو أطول معارك النساء في الجنوب العالمي

    صوفي بسيس: الجسد هو أطول معارك النساء في الجنوب العالمي

    طالبة من غزة: "درستُ تحت القصف... ونزحت بحلمي"

    طالبة من غزة: "درستُ تحت القصف... ونزحت بحلمي"

    فاطمة أبو صليح: بطلة الظلّ في غزة

    فاطمة أبو صليح: بطلة الظلّ في غزة

    "أمي، بابا، احكيولي على الخصوصية": كتاب تونسي للأطفال للتوعية ضد العنف الجنسي

    "أمي، بابا، احكيولي على الخصوصية": كتاب تونسي للأطفال للتوعية ضد العنف الجنسي

  • إنتاجات
    • جميع المواد
    • بصريّات
    • كتب وأفلام
    من غزة إلى فينيسيا: صوت الطفلة هند رجب يخلّد للأبد

    من غزة إلى فينيسيا: صوت الطفلة هند رجب يخلّد للأبد

    مريم بريبري: اللباس التقليدي التونسي في مواجهة الرأسمالية

    مريم بريبري: اللباس التقليدي التونسي في مواجهة الرأسمالية

    مسرح من أجل العدالة: إيمان بلّان تدافع عن النساء من على الخشبة

    مسرح من أجل العدالة: إيمان بلّان تدافع عن النساء من على الخشبة

    "إخواتي" و"لام شمسية": نساء خارج قوالب الدراما العربية

    "إخواتي" و"لام شمسية": نساء خارج قوالب الدراما العربية

  • آراء
    من يسأل عن أحوال النساء في الشرق الأوسط؟

    من يسأل عن أحوال النساء في الشرق الأوسط؟

    نساء غزة يعشن أسوء كوابيسهن..."أريد أن أعود لحياتي ما قبل الحرب، لخصوصيتي وبيتي"

    نساء غزة يعشن أسوء كوابيسهن..."أريد أن أعود لحياتي ما قبل الحرب، لخصوصيتي وبيتي"

    رسائل تحت القصف… أن تفقد أمٌّ أبناءها الستة دفعة واحدة؟ (10)

    رسائل تحت القصف… أن تفقد أمٌّ أبناءها الستة دفعة واحدة؟ (10)

    رسائل تحت القصف - "لا كعكة لأطفالي في عيد ميلادهم" (9)

    رسائل تحت القصف - "لا كعكة لأطفالي في عيد ميلادهم" (9)

  • ميديا
    ديالا الهنداوي « أريد أن أرى منزلي في دمشق! »

    ديالا الهنداوي « أريد أن أرى منزلي في دمشق! »

    فقر الدورة الشهرية في مونتينيغرو

    فقر الدورة الشهرية في مونتينيغرو

    فقر الدورة الشهرية في فرنسا (1)

    فقر الدورة الشهرية في فرنسا (1)

    فقر الدورة الشهرية في إيطاليا

    فقر الدورة الشهرية في إيطاليا

  • سياقات الدول
من نحن
Medfeminiswiya
من نحن

فنانات تونسيات يستعدن الشارع من قبضة التيارات المتشددة

على الرغم من التحديات السياسية والاجتماعية تسعى فنانات تشكيليا ت، وممثلات، وراقصات تونسيات إلى تحويل الشارع إلى مساحة للإبداع والحرية، حيث يتجلى حضور المرأة الخلّاق.

مُساهِمة مع ميدفيمينسويّة مُساهِمة مع ميدفيمينسويّة
15 أكتوبر 2024
في تحقيقات, تقاريرنا
43 0
0
Share on FacebookShare on Twitter

هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية) English (الإنجليزية)

شادية خذير

لم يكن قرار راقصة الباليه التونسية نسرين بن عربية، بالخروج من قاعات الأوبرا المليئة بالأضواء والجماهير النخبوية إلى الشارع، في عام 2017 بالأمر السهل. واجهت نسرين تحديات قانونية، إذ يتطلب تقديم العروض في الأماكن العامة الحصول على تراخيص، بالإضافة إلى المخاوف من الجماعات المتشددة والرفض المجتمعي. ومع ذلك، أبدت نسرين إصراراً كبيراً على كسر الحواجز بين الفنّ والجمهور العادي، وإدخال الباليه إلى الفضاءات العامة. نوع من اشكال ديمقراطية الابداع.

استعادة الشارع بالرقص

في آذار \ مارس عام 2012، اعتدى متشددون(1) على مجموعة من الفنانين والمثقفين، خلال احتفالهم باليوم العالمي للمسرح، عبر تقديم عروض فنيّة تعبيرية في الشارع، أمام المسرح البلدي، الذي يُعد شاهداً على التاريخ الإبداعي لتونس منذ بدايات القرن العشرين(

لم يكن الهجوم موجهاً ضد الفنانين فحسب، بل أيضاً ضدَّ فكرة تحويل الشارع إلى مساحة للتعبير الحرّ. أشعلت هذه الأحداث مواجهة مباشرة بين الحركات المتشدّدة والفنانين والمثقفين، الذين حاولوا بعد ثورة عام 2011، تحرير الشارع من قبضة البوليس وتحويله كمنصّة كبرى للفن. ما حدث من مشادات واستفزازات دفع وزارة الداخلية إلى فرض نظام الترخيص المسبق لأيّ نوع من التظاهرات أو الفعاليات العامة، ما أدى إلى خضوع الفضاءات العامة لقيود تنظيمية أكثر صرامة، ورغم ذلك، قدمت نسرين بن عربية رقصات الباليه وحصص تصوير في أماكن مختلفة، مثل المدينة العتيقة، المرسى، سيدي بوسعيد، الكاف، والمهدية.

تؤكد نسرين أنها تختار الفضاءات العامة، التي تقدم فيها عروضها،  بعناية، تقول: "أفضّل الأماكن التي تنبض بالحركة والحياة وتحمل في طياتها التاريخ والقصص  ، أختار المباني ذات الطراز المعماري التونسي الاصيل  كخلفية لعروضي. أؤمن بأن هذه الفضاءات تشكّل جزءاً جزءً من سردية عروضي. ينبع الفن من الشارع وعليه أن يعود إليه".

تعرضت نسرين لخطاب الكراهية وللشتائم، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الغريب أنها، على عكس ما يحدث في الفضاء الافتراضي، لم تواجه العنف اللفظي أو الجسدي في الشارع. في لقاء مع قناة 'بي.بي.سي'، قالت نسرين: "لا أخاف من ممارسة حقّي في تمّلك جزء من الشارع التونسي. لم أفرض رقصاتي على أحد، وإذا لم يعجب فنّي بعض الناس، فلماذا العنف؟".

وعن العنف ضد النساء في الفضاء العام، تقول هند قفصي، المستشارة في تخطيط المدن والنوع الاجتماعي: "يعود خطاب الكراهية ضد النساء في الفضاء العام إلى ثقافة ذكورية تستند إلى قراءة مغلوطة للدين، تعتبر مكان المرأة الطبيعي هو المنزل، ويجب أن تبقى وسط العائلة، وتتفرغ لدورها البيولوجي، وهو الإنجاب ورعاية عائلتها وأبنائها وزوجها"، تضيف هند: "على الرغم من مشاركة المرأة التونسية الفعّالة في الحياة الاقتصادية، بفضل ارتفاع نسبة المتعلمات، إذ أن 70% من التونسيات حاصلات على شهادات جامعية، إلّا أن وجودهن في الفضاء العام، لأغراض تتجاوز العمل ورعاية الأسرة، ما زال يجابه بالرفض والاستهجان. يُنظر على نطاق واسع إلى إظهار النساء لمواهب مثل الغناء أو الرقص أو الرسم في الشارع، على أنه أمر غير لائق، ويُعتقد أنها تصرفات تثير رغبة الرجال، وتُخرِج المرأة من إطار دورها التقليدي في الإنجاب ورعاية الأسرة".

التونسي الخارق وأزمةُ العنف

بعد أربعة أشهر فقط من هروب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، في 14 يناير 2011، على إثر الاحتجاجات الشعبية ضد نظامه البوليس، قررت التشكيلية والمصورة والمخرجة مفيدة فضيلة، انتقاد المؤسسات الحكومية التي سيطرت على الفنّ وحرية التعبير، من خلال مشروع "التونسي الخارق"، الذي استلهمته من الأوضاع الاجتماعية والسياسية الجديدة، بعد سقوط نظام بن علي. ارتدت فضيلة زيَّ "سوبرمان' (Superman)"، وجابت الشوارع، تحمل لافتة كُتب عليها "التونسي الخارق Super Tunisian))".

دعت فضيلة في مشروعها إلى بناء مجتمع جديد يتلائم مع الوضع الذي أفرزته الثورة، مشجعة على التصويت لمرشح وحيد هو "التونسي الخارق"، وهو التونسي العادي الذي استطاع الإطاحة بالنظام القديم. وفي ظلّ تلك اللحظة الثورية، كانت البلاد مفتوحة على مصراعيها أمام مختلف التيارات الفكرية الاسلاموية والمتشددة، التي سعت إلى استغلال هذه اللحظة وتحويلها لمصلحة ايديولوجيتها.

عبد الواحد المكني، أستاذ التاريخ المعاصر والأنتروبولوجيا التاريخية بالجامعة التونسية، يقول: "استمرَّ إقصاء المرأة من الفضاء العام في تونس خلال فترة الاستعمار وحتى بدايات الاستقلال. كانت ممارسة الفنّ، بجميع أشكاله، في الفضاءات العامة مرفوضة وتعتبر عديمة القيمة بالنسبة للرجال والنساء على حدّ سواء. واجهت فنانات مثل فضيلة ختمي، فتحية خيري، وحسيبة رشدي،(2) صعوبات كبيرة في بداية مسيرتهن الفنية".

أمّا بالنسبة للمشاركة الفعلية للنساء في الحياة العامة، بحسب المكني، فقد بدأت ملامحها تتبلور مع ظهور التحركات الطلابية في بداية السبعينات. ومع تخرج دفعات من المعلمات والممرضات اللواتي انخرطن في الحياة المهنية، وُضِعَ حجر الأساس لدخول المرأة إلى الفضاء العام وقبولها فيه.

الفنانات المعاصرات في الشارع

في 27 فبراير 2011، وفي خضم الحراك الثوري والاعتصام الذي شهدته ساحة الحكومة بالقصبة، والتغيرات السياسية التي عصفت بالبلاد، شاركت الفنانة التشكيلية فاتن الرويسي في حدث فنّي رمزي، برفقة مجموعة من طلبتها وفنانين\ ات آخرين، إضافة إلى مواطنين\ ات وشباب\ شابات. قامت الرويسي بطلاء وتلوين السيارات التي أُحرقها المتظاهرون\ ات في بطحاء ضاحية الكرم، شمال العاصمة. وتعود ملكية هذه السيارات لأصهار الرئيس السابق بن علي. و قد أحرقها التونسيون\ ات تعبيراً عن غضبهم وألمهم، لكن الرويسي قررت تحويل مشهد الدمار إلى لوحة فنية تعكس الأمل والحرية من خلال  فعّالية "شارع الفن- الفن في الحي".

 تقول فاتن الرويسي: "كفنانة، كنت أرى في السيارات المحروقة أشكالاً وأحجاماً في حالة ولادة. كانت بمثابة منحوتات كبيرة الحجم تُنتج طاقة فنيّة وجمالية، وقد ولّدت أعمالاً فنية معاصرة، حيث لعبت الصدفة دوراً كبيراً في تكوينها".

تتابع: " كان الهاجس الفني ممزوجاً بلحظة وعي وتساؤل عميق: هل سنواصل الحرق، أم سننتقل إلى مرحلة بناء تونس أخرى، ملونة، يكون فيها للثقافة والفنّ المعاصر مكانٌ بارز، بعيداً عن السياسات العمومية القديمة التي حصرت الفنّ في إطار الفولكلور والنسخ؟".

انطلقت حركة الرويسي الفنية في صباح يوم 27 فبراير 2011، واستمرت حتى ساعات متأخرة من اليوم نفسه. شارك فيها متطوعون\ ات، تحت حماية القوات الأمنية وبمباركة من البلدية. تحوّل فضاء حرق السيارات إلى ورشة عمل فنية، حيث تم تطويع الفضاء العام ليصبح مسرحاً للأحداث.

لم يبقَ من تلك السيارات الملونة سوى واحدة، وهي الآن معروضة في  فناء"المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية" بالعاصمة. بالإضافة إلى ذلك، نظّمت فاتن الرويسي معرضاً خلال شهر مارس من العام نفسه، تضمّن بعض الصور التي وثقت فيها تلك التجربة. عندما تقف الفنانة بجانب السيارة الوحيدة المتبقية، تشعر بغصة في الحلق لاعتقادها أن الفضاء العمومي لم يعد مفتوحاً أمامها كما كان من قبل، وذلك بسبب استعادة وزارة الداخلية لكامل سلطتها التعسفية. تتابع فاتن: "كانت مرحلة وانتهت، ما تغير اليوم هو فقدان الأمل في فاعلية استراتيجيات التغيير التي تطلقها مجموعات وتحالفات. قد يكون الفرد هو الاتجاه الحقيقي للتغيير وليس المجموعة، وقد تكون الأعمال الفردية المنفتحة على العالم أكثر جدوى من محاولة التغيير عبر الخروج للفضاء العمومي".

كسر الجدار الرابع

في قلب المدينة العتيقة بالعاصمة ، ومنذ عام 2007، اعتاد الجمهور على متابعة مغامرات يومية يدعو إليها مهرجان "دريم سيتي". يُعتبر هذا المهرجان شاملاً)، حيث يمنح مساحة مهمة للنساء، بما في ذلك المغنيات والممثلات والفنانات التشكيليات.

تنظم مهرجان "دريم سيتي" جمعية " الشارع فن ، التي تهدف إلى حفز الجمهور على إعادة اكتشاف المدينة العتيقة وأزقتها وحكاياتها المخفية. يتضمن المهرجان عروضاً للفنّ المعاصر والرقص والموسيقى والأداء المسرحي، بالإضافة إلى إنتاج تعابير فنية متعددة تتوافق والمقاييس الجديدة، ما يخلق تناغماً مع الفضاء الحضري والنسيج المعماري العمراني للمدينة.

تتذكر المسرحية والناقدة الصحفية سعاد بن سليمان مشاركتها في مهرجان "دريم سيتي"، عام 2010، حيث قدمت عرضاً مسرحياً في نهج سيدي بن عروس بعنوان "بادام بادام"، وهو اسم عنوان أغنية شهيرة للفنانة الفرنسية إديث بياف، تقول بن سليمان: "العرض هو أداء مسرحي يدوم  قرابة الربع ساعة، ويؤسس لعلاقة مختلفة مع الجمهور، تخرج عن التقسيم الكلاسيكي الذي يميز بين الفضاء الركحي  والجمهور. يتميز بتشكيل معماري جديد يكسر ما يُعرف في المسرح بـ "الجدار الرابع"، الذي يمثل الحاجز الفاصل  بين الممثلين\ ات والجمهور. أما النص المسرحي، فهو متحرك ومتغير، حيث يعتمد على العلاقة المباشرة والحيّة مع الجمهور المتفاعل. في هذا السياق، تصبح الكتابة المسرحية في الفضاء العمومي كتابة للفضاء وللديكور، ويتم تقسيمها إلى مشاهد كما هو الحال في عالم السينما".

تتابع بن سليمان: " لا تتشابه العروض، فلكلّ عرض مذاق خاص يصنعه المارة الذين أخاطبهم بشكل مباشر ". لا تتذكر سعاد بن سليمان تعرضها لأي عنف من العابرين الذين استوقفهم الفضول أثناء عروضها. على العكس، تحتفظ بشعور قوي بالحرية وإحساس جارف بتملك ((s’approprierالشارع. تقول بن سلمان: " أحدَثَ مهرجان "دريم سيتي" ديناميكية وحركية اقتصادية في المدينة العتيقة، حيث ساهم في تعزيز وعي السكان بأهمية الثقافة والفن. تفاعل الناس بشكل كبير مع المهرجان، حيث قدم بعضهم مساعدتهم للفنانين\ ات عن طريق ا لسماح لهم  باستخدام دكاكينهم كحجرة لتغيير الملابس أو إرشاد المارة إلى أماكن العروض الأخرى".

منَحَ الشارع، كمساحة للفن، سعاد علاقة أقوى بالمكان، تتابع: "للشارع سحره وألغازه، وبعض الشوارع تمتلك شحنة عاطفية أكثر من غيرها، لما تحمله من حكايات عن التحولات التي عاشتها تونس. وفى   شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة طاقة مشعة ملهمة ومليئة بالرمزية والمعاني. يمثل هذا الشارع محوراً للنقاش والصراع بين القوى والتيارات المختلفة التي تسعى للسيطرة عليه، ولكن على الرغم من كل المحاولات، لا يزال فضاءً عصياً من على أي جهة كانت. الشارع لم يُقل كلمته الأخيرة بعد".

  1. مسرحيّو تونس يواصلون "المسيرة" – جريدة الأخبار – 31\ 3\ 2012
  2. فضيلة ختمي وحسيبة رشدي وفتحية خيري: ممثلات ومغنيات سطع نجمهن في بداية القرن العشرين في تونس

قيق بدعم المكتب التونسي لمؤسسة "روزا لوكسمبورغ".

Tags: نساء تعشن في الشارع وتعتَشن منه
مُساهِمة مع ميدفيمينسويّة

مُساهِمة مع ميدفيمينسويّة

Share your content with us- Partagez vos contenus avec nous- ِشاركونا المواد الخاصة بكم/ن. راسلونا: info@medfeminiswiya.net

مقالات ذات صلة

التلقيح الصناعي في فلسطين: تكاليف باهظة يتكبّدها الزوجان لوحدهما
تحقيقات

التلقيح الصناعي في فلسطين: تكاليف باهظة يتكبّدها الزوجان لوحدهما

آلاء مرار
4 مايو 2022
1.1k

في فلسطين، يلجأ كثيرون إلى عمليات الإخصاب الصناعي، على الرغم من عدم شمولها في التغطيات الصحية، لا الخاصة ولا الحكومية....

مَن أنتَ يا خوف؟ مَن أنتَ يا أمل؟ عن معنى "الفراغات العامة" في حياة النساء
آراء

مَن أنتَ يا خوف؟ مَن أنتَ يا أمل؟ عن معنى "الفراغات العامة" في حياة النساء

مُساهِمة مع ميدفيمينسويّة
3 مايو 2023
595

أنا باحثة، ثلاثينية، مصرية، من مبادرة "ذا سكس توك بالعربي"، شغوفة بالعمران والنسوية، أمارس المقاومة كجزء أساسي من حياتي اليومية....

في السودان حرب على النساء... اغتصاب وسبايا وإحراق!

في السودان حرب على النساء... اغتصاب وسبايا وإحراق!

13 مارس 2024
318
Souad Triki : « Le travail invisible est propre à la condition féminine des temps actuels »

Souad Triki : « Le travail invisible est propre à la condition féminine des temps actuels »

15 فبراير 2022
301

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

J'accepte les termes et conditions et la Politique de confidentialité .

Medfeminiswiya

ميدفيمينسوية شبكة نسوية متوسّطية تجمع ما بين النساء الصحافيات العاملات في مختلف بلدان البحر المتوسّط

النشرة الإخبارية


    تابعينا

    تصفّح/ي المواضيع


    • تحقيقات
    • ملفّاتنا
    • تقاريرنا
    • تحركات
    • شخصيّات
    • آراء

    • إنتاجات
    • بصريّات
    • كتب وأفلام
    • ميديا
    • سياقات الدول
    • بلوغ
    • من نحن
    • شبكتنا
    • شركاؤنا
    • انضمّي إلينا
    • ميثاقنا الصحافي
    • الإشعار القانوني

    © 2025 ميدفيمينسوية - الشبكة المتوسّطية للإعلام النسوي

    • it VO
    • fr Français
    • en English
    • ar العربية
    • تحقيقات
    • تحركات
    • شخصيّات
    • إنتاجات
    • آراء
    • ميديا
    • سياقات الدول
    • بلوغ
    No Result
    View All Result

    © 2025 ميدفيمينسوية - الشبكة المتوسّطية للإعلام النسوي

    Welcome Back!

    Login to your account below

    Forgotten Password?

    Retrieve your password

    Please enter your username or email address to reset your password.

    Log In

    Add New Playlist

    Ce site n'utilise pas de cookies. This website does not use cookies. هذا الموقع لا يستخدم ملفات تعريف الارتباط.