هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية) English (الإنجليزية)
صورة أمل حجاج. النساء بلا مأوى في الجزائر
هذا الملف الجديد الذي يبدأ موقع Medfeminiswiya بنشره، والذي يدور حول "النساء اللواتي تعشن في الشارع وتعتَشنَ منه"، نفتتحه اليوم بمقال عن فلسطين.
ذلك أنه بالنسبة لآلاف النساء اللواتي نزحن من القطّاع الفلسطيني، العيش تحت خيمة يعادل العيش في الشارع: فالاغتسال يتم في الخارج، مع رؤية الأطفال المحرومين من المدرسة يلعبون في ظل جبل هملايا كامل من الأنقاض، لا بل أن الولادات نفسها تتم في وسط الركام. هذا المقال الذي يتأسس على شهادات من الصحفية رولا أبو هاشم يحاول أن يعيد تركيب مسار الحياة اليومية لنساء فلسطينيات تخضعن رغماً عنهنّ لحياة التنقل والتجوال حيث يكون المصير في معظم الأحوال مشؤوماً.
مع جبهة الحرب الجديدة التي فتحتها إسرائيل للتو في لبنان المجاور يعيش هو أيضاً تحت القصف منذ الثالث والعشرين من سبتمبر / أيلول، وبالإيقاع الجهنمي نفسه. وها هو السيناريو نفسه يتكرر مع عائلات بأكملها تم طردها من بيوتها وقد أرعبها ضجيج الموت فخرجت تحمل متاعها على ظهرها، أو تكدّست فوق بعضها داخل سيارة بحثاً عن مكان آمن. كل ذلك يتم ضمن عجز إن لم يكن تواطؤ القوى العظمى.
البحر الأبيض المتوسط كبير، وكثيرة فيه مشاهد الحياة التي نرى فيها نساءً تنشطن في الشارع. لكن على الرغم من حقوق المرأة وحريتها، وهو ما اكتسبته خلال هذه العقود الماضية بفضل النضال النسوي، فإن الفضاء العام يبقى في كثير من المدن ومن القرى الواقعة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط أرضاً تهيمن عليها صيغة "الجمع المذكر". الشارع يعادي النساء باستمرار، وعلى الأخص عندما تعشن أوضاعاً من الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية عندما تكنَّ بلا مأوى كما في الجزائر، أو عاهرات كما في روما، أو تعملن كبائعات جوالات في نطاق ضيق، أو كنقّاشات للوشم مثل تلك النساء اللواتي تذرعن شوارع تونس والقاهرة أو دمشق، كل واحدة على طريقتها وحسب إمكانياتها.
الشارع يعادي النساء باستمرار، وعلى الأخص عندما تعشن أوضاعاً من الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية
وعلى الرغم من جميع المخاطر والمسارات المليئة بالعوائق التي تواجهها "نساء تعشن في الشارع وتعتَشنَ منه"، فإن إحساسهنّ بالمقاومة والصمود يتضاعف باستمرار في كل مرة تخضعن فيها لعدوانية الفضاء العام مثل التحرش الجنسي، والحملات العقابية التي تشنّها الشرطة، والشروط المستحيلة للحياة وللعمل. هناك عدد منهنّ يُصبّنَ بالانهيار تحت ثقل المسؤوليات العائلية، أو تثبتّنَ قدرة على حشد موارد مكانية محلية من أجل تنظيم حياتهن اليومية وتوليد وسائلَ للعيش.
في الجانب المعاكس لهذه السياقات التي يهيمن عليها البؤس والقمع والهشاشة، هناك نساء في تونس اخترنَ السعي لتملك المدينة واستخدامها كحقل تجارب وكمجال للتعبير الفني عبر فنون الأداء والرقص ومسرح الشارع. وهي طريقة تهدف لوضع الفن والثقافة بمتناول يد المارين / ات الخالين من الهموم.
لقد تم القيام بالتحقيقات السبعة والربورتاجات والصور التي يرسمها هذا الملف حول "النساء اللواتي تعشن في الشارع وتعتَشْنَ منه " عن طريق عمل ميداني يهتم بالجانب الإنساني، وذلك كمتابعة لاستكشاف موضوع التهميش بصيغة المؤنث، وهو الموضوع الذي قام بمعالجته موقع ميدفيمينيسوية Medfeminiswiya قبل الآن.