"اخرسي وإلا شوهت وجهك!"

هناك دراسة أجرتها في عام 2015 الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري التونسي HAICA بالتعاون مع المجلس الأعلى للإعلام السمعي البصري البلجيكي، وأحصت فيها إطلاق 225شتيمة أتت خلال يقارب 69 ساعة من الأعمال الدرامية الرمضانية.

هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية) English (الإنجليزية)

إهانات وتهديدات يتم توجيهها للشخصيات النسائية في المسلسلات الرمضانية.

"يا حقيرة!"، "يا وسخة!" (بالمعنى المجازي المتعلق بتلويث الشرف)، "شيطانية!"، "أفعى!" "حمقاء عجوز!" "حمارة!" "متخلفة عقلياً!"، "غبية!"، "سأجعلك تندمين على اليوم الذي ولِدْتِ فيه !" " اخرسي وإلا شوهتك!" "سأقتلك إن لزم الأمر!"...

هذا الطوفان من الإهانات والشتائم والتهديدات بالاعتداءات الفيزيائية هو من نصيب الشخصيات النسائية في المسلسلات الرمضانية في عام 2015 حسب ما جاء في دراسة أجرتها بالتعاون مع المجلس الأعلى للسمعي البصري البلجيكي الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، وهي الجهة التونسية التي كانت مكلفة بتنظيم وسائل الإعلام، ولم تعد موجودة اليوم.

هذه الدراسة التي تم نشرها في عام 2017 وحملت عنوان "مكانة وصورة المرأة في وسائل الإعلام السمعية البصرية" قد حلّلت مجموعة من خمسة مسلسلات تلفزيونية تم بثّها ما بين الثامن عشر من يونيو/ حزيران و السابع عشر من يوليو / تموز 2015 وهي: أولاد مفيدة، وحكايات تونسية (تلفزيون الحوار)، وليلة الشك (تلفزيون التاسعة)، والريسك (المجازفة) (تلفزيون حنبعل) و"نوارة الهوا" (التلفزيون الوطني).

في مؤتمر صحفي تم تنظيمه في الخامس عشر من ديسمبر / كانون الأول 2017، قامت سميرة حمامي منسّقة الدراسة والتي كانت تشغل أيضاً منصب المسؤولة عن هيئة متابعة الهايكا HAICA بكشف ما يلي : "لقد أحصينا 225شتيمة داخل ما يقارب 69 من الأعمال الدرامية، أي ما يعادل 3,26 شتيمة يتم إطلاقها خلال كل ساعة من الدراما؛ أخلاق وفضيلة النساء هي السبب الأول في هذا العنف الذي يتجلى في 45%من التعليقات المسيئة؛ كما أن القدرات العقلية للنساء هي الهدف الثاني حيث أن25% من الشتائم تقلل من قدرة النساء على التفكير والتمحيص".

ومن الغريب أن من بين المسلسلات الخمسة التي تم تفحّصها بدقة، هناك ثلاثة كتبتها .... نساء! وهي تحتوي بدورها على معجم من الإهانات الموجهة إلى الجنس الأنثوي، لكنها أقل دسامة بقليل من السيناريوهات التي يكون مؤلفوها من الرجال. ولقد بيّنت الدراسة وجود هيمنة ذكورية في فرق الإنتاج تم لحظها في المناصب الأساسية وفي مهن التقنيات العالية حيث أن 100%من مهندسي الصوت و 80% من المنتجين ومن القائمين بعمليات المونتاج هم من الذكور.

والواقع أن الدراسة قد برهنت على وجود كمّ هائل من الصور النمطية التي تحيط بعمل المرأة. حيث إن 48.85%من الحلقات تُظهر الشخصيات النسائية في مكان عملها منشغلة بشؤونها الشخصية ولا تمارس أنشطة لها علاقة بمنصبها. كذلك نرى مشاهد تكون فيها مهنة المساعد/ المساعدة والسكرتيرة من اختصاص الشخصيات الرئيسية النسائية.

خلال العرض العام للدراسة، أوضحت سميرة حمامي أيضاً إن "صورة المرأة على الشاشة لا تتناسب مع الواقع الاجتماعي. وهذا النوع من تصوير المرأة بشكل متحيز له تأثيره السلبي على أية رغبة بالتغيير وبالتقدم الاجتماعي".

Exit mobile version