فقر الدورة الشهرية في فرنسا (1)

في فرنسا، تعاني مليونا امرأة من صعوبة الوصول إلى منتجات النظافة الشخصية، لأسباب هي غالباً مادية. 7% من الطالبات يعانين من فقر الدورة الشهرية و1 من أصل 10 يضطررن إلى إيجاد حلول بديلة. فالأثمان الباهظة تمنع فتيات كثيرات من شراء حاجياتهن، بخاصة أولئك اللواتي يعتمدن أصلاً على المساعدات الغذائية من أجل تأمين قوتهن اليومي.

هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية) English (الإنجليزية)

إعداد نائلة خليفي

نص الفيديو:

إن امتلاك جسد امرأة لأمرٌ مكلف. فكل شهر، تتكبد النساء في مرحلة الحيض تكاليف مالية فقط للوصول إلى منتجات الدورة الشهرية الأساسية، كالفوط الصحية والسدادات القطنية أو الملابس الداخلية الخاصة. في فرنسا، تعاني مليونا امرأة من صعوبة الوصول إلى منتجات النظافة الشخصية، لأسباب هي غالباً مادية. 7% من الطالبات يعانين من فقر الدورة الشهرية و1 من أصل 10 يضطررن إلى إيجاد حلول بديلة. فالأثمان الباهظة تمنع فتيات كثيرات من شراء حاجياتهن، بخاصة أولئك اللواتي يعتمدن أصلاً على المساعدات الغذائية من أجل تأمين طعامهن.

نحن الآن في محلات "الكارفور" الشهيرة في لوفالوا، غرب باريس. نرى خيارات متنوعة، تلبّي مروحة واسعة من الزبائن، كل وفق قدرته الشرائية. لكن سرعان ما ترتفع قيمة الفاتورة في حال اضطرت المرأة إلى شراء فوط وسدادات، وأحياناً الفوط الرفيعة، تحديداً لليومين الأخيرَين من الدورة حين يخف النزيف. أما إذا اختارت الزبونة منتجات عضوية صديقة للبيئة، فالفاتورة تصبح أعلى بكثير، ولن يمكن النساء تحمّلها، بخاصة الأمهات العازبات، والطالبات، والنساء اللواتي يعانين من البطالة. يمكن القول إذاً إن فقر الدورة الشهرية في فرنسا واقع حقيقي وملموس. هناك فتيات يضطررن حتى إلى التغيب عن المدرسة بسبب عدم قدرتهن على شراء المنتجات اللازمة، فيما أخريات يقتصدن في استعمالها، فيستخدمن عدداً أقل من الفوط مثلاً.

في لادان، وهو حي شعبي في باريس، تُعرض المنتجات بشكل مهمل، وتكون الخيارات محدودة للغاية، كما أن لبعض المنتجات علامات تجارية لا وجود لها في محال العرض التقليدية، وهي مخصصة للزبونات ذوات القدرة الشرائية المنخفضة. ليس هناك أي منتج معروض يمكن أن يكون بديلاً عن الفوط الكلاسيكية (منتجات عضوية أو سراويل الحيض)، كما أن أسعار الماركات الرائدة في هذا المجال هي نفسها التي نجدها في أمكنة أخرى.

يبدو أن النساء ذوات الدخل المحدود لا يستأهلن الحد الأدنى من الراحة والقدرة على الوصول إلى منتجات ذات جودة حسنة...

Exit mobile version