فقر الدورة الشهرية في فرنسا (2)

تشكّل المبالغ التي تُنفق على النظافة الشخصية خلال فترات الدورة الشهرية عبئاً على ميزانية عشرات آلاف النساء الأكثر عوزاً، ويمكن أن تمثل ما يقارب 5 % من ميزانية النساء.

هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: Français (الفرنسية) English (الإنجليزية)

نص الفيديو:

نحن في الخامس عشر من شهر شباط/ فبراير، وأنا أقف أمام مخزن "فرانبري" في نانتير، في منطقة سانت جنفييف. فرانبري هو  علامة تجارية فرنسية للأسواق الكبيرة (تجارة التجزئة) في المناطق الحضرية الفرنسية، وهو شركة تابعة لمجموعة كازينو.

في فرنسا، وطيلة عام كامل، وصل التضخم إلى معدل  5,2 % ، ولم يسلم من ذلك أي قسم من أقسام الأسواق الكبيرة المخصصة لبيع المنتجات الغذائية. اليوم، مع ارتفاع التضخم وأسعار البضائع، صارت النفقات الشهرية أعلى، مما يجعل شراء منتجات النظافة الصحية الشخصية أصعب. فالمبالغ التي يتم إنفاقها على النظافة الصحية المرتبطة بالدورة الشهرية تشكّل عبئاً على ميزانية عشرات آلاف النساء من الأكثر عوزاً.

هذه النفقات يمكن أن تمثل ما يصل إلى 5 %  من ميزانية المرأة. وفي أدنى تقدير، يمكن أن تتراوح هذه الكلفة ما يين 100 و 150 يورو بالسنة، أي ما يعادل 10 يورو لكل دورة شهرية. وهناك واحدة من أصل خمس نساء في فرنسا يمكن أن تكون قد لجأت إلى حلول بديلة من أجل حماية نظافتها الشخصية، وذلك بسبب نقص الموارد المالية. ومن بين هذه الحلول استخدام ورق التواليت والمناديل أو قطع القماش.

يصيب "العوز المتعلق بالدورة الشهرية" بشكل أساسي:

- النساء اللواتي لا سكن ثابت لهن: بالنسبة إلى هؤلاء النساء، تختلط كلفة شراء وسائل الحماية هذه مع صعوبة الوصول إلى أمكنة آمنة. وتقدّر الدراسة الأخيرة التي قام بها في عام 2012 المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية l’Insee أن هناك أربعين ألف امرأة على الأقل من المشردات اللواتي يعانين من مشكلات العوز المتعلق بالدورة الشهرية.

- الطالبات الفقيرات: بحسب تقرير صدر في عام 2015، هناك مئتان وسبعون ألف طالبة في حالة العوز.

- النساء الأكثر فقراً، أي ما يصل إلى 1,6 مليون امرأة ما بين سن 13 و51 سنة من العمر.

Exit mobile version